قُيودُ الذنب الذَنبُ سِجن، والإنسَان سَجينُ ما اقتَرَفَت يَدَاه مِن خَطَايَا، يَجلِدُ نَفسَه بِأسوَاطِ النَدَم ويُكَبِّلُ جَوَارِحَه بِأغلَالِ الهَمّ والغَمّ حَامِلًا أوزَاره على منكِبَيه مُثقَلًا منها، قد شَيَّبَت عَوَارِضُه وأرَّقَت مَضَاجِعُه، يتقلب بجانبه يمنة ويسرة؛ ولكنها لصيقة الصدر لا مَفَرّ مِنها ولا عَنها، مُلتَهِبَةٌ في فُوَيدِه المِسكِين مُغرَورق العَينَين مُتَواصِل الأنِين، غَدَا لِلشَيطَانِ ذِبحٌ سَمِين يَسِنُّ لَه مِن القُنُوطِ سِكِّين ويَؤزُّهُ لمُعَاوَدَةِ الذَنبِ بِدَوَافِعِ الحَنِين. ولكنَّه إذا كانَ يَقِظًا لِلحَقّ المُبِين وجَلالَة رَبّ العَالَمين؛ فَزَّ وانتَفَضَ وعَن سَواعِده شَمَّر ولِعَدُوهِ وعدو الله دَحَر، ومَدَّ سجاده ولَزِمَ مِحرَابه وصَلاته مُبتَهِلًا بِدَعَواتِه بَاثًّا إلى الله خَلَجَاته مُتَعَبِدًا له بِحَرَكَاتِه وسَكَنَاته مُستَغفِرًا نادِمًا، حُرِّرَت مَعَاصِمُه من قُيودِ الذَنب، وحُطَّت أوزَاره وَسُتِرَت أسرَارُه وَوُهِبَ مَفَاتِيح السَكينَة وَرَدفَتهُ الطَمَأنينة بِسَوَاطِع النُور الإيمَانيّة التي تُبَدِد ظُلمَةَ السِجن وتُخرِجُهُ من دَيَاجِيرِ الفِتَن. عَبدٌ رَتِيب بِقلبٍ مُنِيب، يَتَقَرَّبُ بالأوبة بعد الأوبة من إلهه الحبيب الذي لا يخفاه صوت الدبيب؛ ليتلقاه مولاه مناديًا {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}. بقلم: ريحان الحسين ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤ م #أسنة_الضياء @AsennatAdiyaa