✨الإخلاص روح العبادة
✨#كما أنّ الإنسان جسم وروح فإنّ للعبادات كذلك جسماً وروحاً.
جسم الصلاة يتمثل في التكبيرات والركوع والسجود والأذكار والقراءة والتشهد والتسليم وأمثالها، أمّا روح الصلاة فهو حضور القلب والتوجه لله فحسب وقطع ارتباط القلب بغير الله، وأنّ الصلاة المقبولة عند الله هي التي تقرّب الإنسان إلى الله، وتبعده عن الفحشاء والمنكر والأعمال القبيحة، وتعرج بالمؤمن إلى سماء الفضيلة.
#لذا نقرأ في الروايات أنّه لا تقبل من الصلوات إلّا ما كان فيها حضور القلب .
وهناك طرق لنيل حضور القلب في الصلاة ذكرناها في ج 14 من تفسير الأمثل ص 204 وما بعد.
وإنّ جسم الصيام يتمثّل في ترك الطعام والشراب وباقي المبطلات، أمّا روح الصيام فيظهر في الوصول إلى قمة التقوى يقول تعالى: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فإن أحيا الصيام روح التقوى في الصائم، عندها يكون صيامه جسماً وروحاً، أمّا إن كان صيامه كما قال علي عليه السلام:
كَمْ مِنْ صائِم لَيسَ مِنْ صِيامِهِ إلّا الجُوعُ وَالعَطشُ، وَكَم مِنْ قَائم لَيسَ مِنْ قِيامِهِ فِي اللّيلِ إلّا التَّعبة وَالسَّهرُ إنّ المهمّ هو الاهتمام بروح العبادات بالإضافة إلى أجسامها، لأنّ من يهتمون بجسم العبادات فحسب ويغفلون عن روحها يرتكبون أخطاء جسيمة في هذا المجال، وكذلك من لا يهتمون بجسم العبادات ويتخيلون أنّهم يركزون على روح العبادات، فإنّهم قد ارتكبوا أيضاً أخطاء وسلكوا الطريق الخطأ، فجسم الحج يتمثل بالإحرام والوقوف في عرفات والمشاعر وأعمال منى والطواف والسعي والحلق والتقصير وأمثال ذلك، أمّا روح الحج فيتمظهر بأنّه عندما يرجع الحاج من مكة
#يجب أن يكون إنساناً جديداً كيوم ولدته أمه، لا أن يرجع من هناك قد ملأ جيوبه بالأموال أو اشترى أدوات وأجهزة غير مطلوبة قد صنِّعت في دول غير معروفة مثل الصين وأمريكا واسرائيل، نعم، إنّ روح الحج تتمثل في إيجاد وخلق التحول والتغيير في روح الإنسان، عبر النظر إلى آثار رسول الله صلى الله عليه وآله والتاريخ الحيّ للإسلام في مكة والمدينة المنورة، وعبر السفر والسير الروحي إلى قلب تاريخ الإسلام وزمن رسول الله صلى الله عليه وآله في صدر الإسلام، وأن ينظر بعين القلب كيف وقف رسول الله وحيداً مع خديجة وعلي (عليهما السلام) مقابل أنظار المشركين وأعداء الإسلام قائمين يصلّون لله عزّ وجلّ، ولا يفكّرون في ذلك إلّا برضى الله عزّ وجلّ.
#ولكن للأسف الشديد، فإنّ الوهابية المتعصّبة المتحجِّرة الفاقدة للتفكير قامت بتخريب الكثير من الآثار التاريخية في مكة والمدينة وهم في سعي دائم للقضاء على الآثار الباقية الأخرى. إنّ إحدى المشاكل الأساسية في عالم الإسلام التي ينبغي على علماء الإسلام أن يفكّروا فيها، تتمثّل بأنّ الآثار الإسلاميّة في مكة والمدينة قد وقعت في أيدي عدّة أشخاص منحرفين ومبتلَيْنَ بأخطاء عديدة، ممن حمَّلوا الإسلام ضربات كثيرة في سائر أنحاء العالم.
#وللإنفاق كذلك، جسم وروح، فجسمه يتمثّل بالمساعدات المادية وغيرها من قبل الناس القادرين وإعطائها للمحتاجين، أمّا روحه فهو الإخلاص وقصد القربة إلى الله تبارك وتعالى.
اسم الکتاب : يسئلونك عن.../صفحة 39.
المفسر الفقيه الشيخ ناصر مكارم الشيرازي