🔘 تعامل الفقهاء بأيّام الوباء
قال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله:
کان المرحوم والدي ـ ورحم الله الماضين ـ يقول: لقد حلّ وباء في أيام شبابي بمدينة کربلاء، وکان والدي يتحدّث عنه بالتفصيل ولکنني أنقل لکم الجانب التالي منه:
کان يقول أنّ الوباء استمر لشهور طويلة ومات إثره الکثير، وهذه القصة تعود إلى قرابة خمسة عشر سنة قبل ثورة العشرين، وکان الوباء ينتقل ويتفشّى بشدّة بين الناس حتى أنّ أهل الميّت عندما کان يذهبون بميّتهم إلى المغتسل لتغسيله ودفنه کانوا يصابون بالوباء، ووصل الأمر بهم أنّهم باتوا يترکون أمواتهم من دون غسل أو کفن وحتى بلا صلاة ميت.
إنّ ذلك الوباء کان في زمن المرحوم الآخوند الذي کان يسکن في النجف الأشرف وكذلك في زمن المرحوم السيّد محمّد کاظم والعشرات من الفقهاء الآخرين بالنجف الأشرف وکربلاء المقدّسة، ومنهم من تلامذة الوحيد البهبهاني وتلامذة کاشف الغطاء وتلامذة السيّد بحر العلوم وتلامذة الشيخ الأنصاري وتلامذة الميرزا الکبير والسيّد محمّد تقي الشيرازي في أيام مرجعيته. وأوضح والدي: إنّ اولئك الفقهاء كلّهم لم يقُل أحدهم بحرمة الذهاب إلى الحرم
الحسيني الشريف في کربلاء التي کانت تُعدّ مرکزاً للوباء، وذكروا أنّ زيارة المراقد المشرّفة في كربلاء لم تتأثّر ولم تقل رغم الوباء لأنّ الناس کانوا يقصدونها من النجف والکاظمية ومن أطراف کربلاء ومن القرى المحيطة. فاعرفوا هذه القصص وراجعوا الکتب التاريخية لتتعرّفوا على ذلك أكثر، ولتعرفوا أنّه لم يفتي بحرمة الذهاب إلى کربلاء حتى فقيه واحد، مع أنّ کربلاء کانت مرکزَ الوباء وأنّ ثلث الناس قد ماتوا بسببه. واعلموا انّ الإمام الحسين صلوات الله عليه هو استثناء في عالم الخِلقة.
#الامام_الحسين#الاربعين_الحسيني#الزيارة#المشاية#كربلاء#للاشتراك_في_القناة_على_التلغرام https://t.center/AlShirazziChaneLibanon