انا موطني اليمن السعيد وأهلها الفقراء اهلي بؤسهم ضرائي هذي النهاية لم تزدهم حسرة والقوم ما صارو من السعداء ما شدني للحرب صرخة هاتف أو خطبة الزعماء والبلغاء أو واجب أو شرعة مفروضة بل متعة التحليق في الأجواء فكرت في سر الحياة ولغزها فوجدت ما يأتي كا مثل الناي ضاعت سنيني قبل أن أحياء بها فإذا بموتي مسرع للقائي والموت عندي والحياة كلاهما سيان والنعماء كالبأساء
حاجات تركتها بإرادتك لا عاد تراقبها، ماضي راح بخيره وشره انساه و تناساه، مواقف، أحداث، ناس، تجارب، لاتعيد شريطها مرةً أخرى، فيه حاجات حتى لو كانت حلوة هي مثل نسمة باردة أنعشتك وراحت في حال سبيلها وتعدت خلاص، لا تبقى عالقاً فيها، حلاوتها كانت في وقتها ولو حاولت استعادتها، لاختلف عليك طعمها وأفسدت ذكراها .
كن مَرِحًا حتى في خلْوتِك، لا تفكِّر في فكرةٍ متشائمةٍ لم تحدث، فَكُلُّ فكرةٍ تظلُّ فكرةً حتى تقع، واعلَم بأنَّ التشاؤُم يفتح أبواب الخوف، وإنْ دخلَ الخوفُ في حياتِك خرجت منها الطمأنينةُ، وإنْ خرجت الطمأنينةُ اضطربت أفكار العقل، فلا تسمح لخوفك بأن يُحوِّل الفكرةَ إلى حقيقة.
انها واحدة من أقسى نوبات الحزن، أن تكون صامتًا تمامًا، لا أقصد أن تنعزل عن الناس، أو تتجنب الحديث مع أحدهم، هناك صمت آخر، ذلك الصمت الذي يجعلك تتحدث مع الجميع عن تفاصيل حياتهم العادية، تسمع أوجاعهم ومتاعبهم في الحياة، تُقدم لهم النصائح وترشدهم إلى الطريق الذي تراه صحيحًا، تُهوّن عليهم مأساتهم، وتُخفف عنهم أثقالهم، لكنك صامت أمام نفسك، لا تقدر على الحديث معها، تخشى مواجهتها، تخاف الهدوء الذي يسمح لك بالإختلاء بها، والتفكير في أمر حياتك التي تنهار تدريجيًا، كل الأوجاع التي بداخلك تزداد، ورغبتك في الحياة تنعدم رويدًا رويدًا، والشغف اختفى تماماً من حياتك، لكنك تواصل مهامك اليومية لأنك تعرف أن الحياة لا تنتظرك ولا تتوقف لأجلك، تنجبر على الصمت لإيمانك أن ما بداخلك لن يستوعبه، لن يُقدره، لن يفهمه أحد، لا جدوى من الكلام، لا جدوى من النقاش، لا جدوى حتى من البكاء، وإيمانك أنك لن تسمع سوی صدى صوت صراخك يجعلك تكتم كل أصوات وأنين الحزن في صدرك، إنها واحدة من أقسى نوبات الحزن، أن تكون في خصامٍ طويل مع نفسك، وكأنك غريب عنها، غريب جدًا لدرجة أنك لم تعد تعرفها .