.
إن المسلمين مدعوون في هذا الزمن إلى العودة إلى الدين, وإلى فهم الإسلام الفهم الصحيح المتكامل, وإلى الاعتزاز بالإسلام والدعوة إليه, والتفاني في التضحية من أجله بالغالي والنفيس...
كما أن على المسلمين تحقيق الولاء والبراء, ففي الحديث: " أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله ", فبغض اليهود والنصارى من مقتضيات التوحيد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة:511]
كما يجب على المسلمين إقامة الوحدة الإسلامية بين المسلمين والسعي في تحقيقها, وبداية ذلك بتوثيق رابطة الإخاء بين المسلمين, وإشاعة المودة والرحمة بينهم, والسعي في مصالحهم, والسؤال عنهم, ونصيحتهم ومناصرتهم.
ويجب على المسلمين إحياء شريعة الجهاد في سبيل الله؛ ففي الجهاد العزة والتمكين, والجهاد هو السبيل الوحيد لاسترداد المقدسات, والذود عن الأعراض والدماء والممتلكات.
ويجب الوقوف مع الأخوة في فلسطين بكل يملكه الإنسان من دعم مادي, سواء بدفع الزكاة المشروعة, أو التبرع العام؛ لدعم الأسر الفقيرة, وبناء المستشفيات, وتعليم الأبناء في المدارس والجامعات, ويوجد جهات مصرح لها بجمع التبرعات؛ لأن تقوية اقتصادهم هو مما يقويهم, ويقهر عدوهم, ويفشل مخططاته, في حصارهم وتجويعهم.
كما يجب التعاطف مع الأخوة المحاصرين والمجاهدين والمسجونين والمشردين بالدعاء لهم, والسؤال عنهم, ومتابعة قضيتهم, وبيان عقائد اليهود وما يخططون له, فكل هذه مما بخدم القضية, وينصر الأخوة, ويقطع الطريق على المجرم, ويفشل خطط المستعمر, ويقيم العدل ويستعيد المقدسات, ويحمي الدماء والأوطان, وما ذلك على الله بعزيز.
بعد/ أيها الأكارم المؤمنون:
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، ويقول: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} ويقول الله سبحانه وتعالى حاكيًا عن المكذبين من قوم نوح: {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} وها هي عملية (طوفان الأقصى) التي انطلقت في السابع من أكتوبر؛ تفتك بقطعان الصهاينة؛ ردًا على الاعتداءات المتكررة للمسجد الأقصى، وثأرًا لجرائم القتل الشبه يومية بحق الشعب الفلسطيني، وإحساسًا بمعاناة الأسرى من الرجال والنساء والكبار والصغار في سجون الاحتلال، ووفاءً لتضحيات الشهداء، وهذه العملية حقق الله بها على أيدي المجاهدين الأبطال نصرًا تاريخيًا عظيمًا لا سابقة له في المسيرة الجهادية للمجاهدين الأبطال من شعب فلسطين المظلوم.
وقد رأينا في هذه العملية المباركة ما يثلج صدورنا، ويشفي غليلنا، كما قال سبحانه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} ولطالما انتظر الأحرار من شعوب أمتنا العربية والإسلامية أن يكون هناك عمليات بهذا المستوى بحق الكيان الصهيوني.