ما حدث يثبت شيئًا بالغ الأهمية؛ هو أن المشكلة لم تكن في الشعوب ولن تكون فيها، فالذي مرغ أنوف الإسرائيليين بالتراب وفي قلب هولندا العنصرية القمعية، هم المهاجرون العرب، رغم خطورة ذلك أمنيا عليهم وتهديده لمستقبلهم ولإقامتهم التي ربما ركبوا قوارب الموت للوصول إليها. فلا مشكلة لديهم بالتضحية وتكبد أبهظ الأثمان.
..
المصيبة الكبرى في الأنظمة التي تعمل حارس عقار لدى السفارات الإسرائيلية، وتسخر جيوشها لحماية العدو والتنكيل بمن يهدده. الذي قام بتلك الملحمة التي لها أثر معنوي أكبر بكثير من المادي، ولها ما بعدها، هم أبناء المغرب والمشرق، الشعوب التي لا تستطيع رفع علم فلسطين ولا إنزال علم الاحتلال في بلادها؛ وذلك ليس لأن أوروبا قلعة الحريات -لا سمح الله- ولكن لأن حميَّة عواصمنا لإسرائيل أشد؛ فكما نعلم ملوك الأعراب أشد كفرًا ونفاقا.
..
فجيّشوا تلك الشعوب بالمسار الذي ينبغي، ولا تعجّزوها فوق تعجيز الطغاة لها، وإنما وجهوها نحو الفعل في مكانه وزمانه وفرصته، وما زال الطوفان في أوله، وغدًا تأتيك من أمواجه ما يتعجب له أهل الأرض ويعجب منه أهل السماء؛ وفي الجولات القادمة ما يشفي صدور قومٍ مؤمنين.