لنبسّط الأمر لعلهم يفقهون
قرية يحيطها الغاب من كل صوب، حاصرها غول،وكلما رماه الحرس بسهم صغير هاجم القرية وقتل من أبنائها ما قتل وازداد جوعا وتوحشا، وضيّق مساحة الحصار.
حاول حكماء القرية أن يشرحوا أن على الرماة أن يتحلوا بالصبر، أن يستنزفوا الغول ويضعفوه ،حتى تتسنى لهم هزيمته ،والخلاص من حصاره المطبق، لكنهم أصروا أن عليهم الهجوم وأنهم جاهزون للقضاء على الوحش، لم يفكروا بأهل القرية ومصيرهم، كانوا يظنون أنهم والقرى المجاورة سينقضون عليه بضربة رجلٍ واحد، وتجاهلوا كل نصحٍ واعتبروه تخاذلا عن نصر.تهم .
هكذا ظن الرماة أنهم يفعلون صوابا، وكان على أهل القرية تحمل نتيجة الفشل في القضاء على الغول.
عاث الغول قتلا وتشريدا، قطّع الأوصال ، هدم البيوت على ساكنيها، وانشغل الناس بنكبتهم، بينما نفدت سهام الحرس الصغيرة ،ولم يهب لنجدة القرية أحد .
أما كان على الرماة أن يستمعوا لحكماء القرية قبل وقوع الخراب؟، لكنهم اتهموا الناصحين بالخيانة والتخاذل، وهربوا من حقيقة أن من ينوي مجابهة الغول، عليه أن يحمي البيوت وأهلها،ويحصنهم جيدا، وأن يتهيأ لقتال يثمر عن خلاص ، لا عن خراب.
كان يجب أن يفهم الحرس أن أهل القرية ليس كلهم رماة ، وأنهم شركاء في المصير ، ومن حقهم ألا يضحى بهم ، لئلا يصبحوا قرابينَ لوحشٍ مفترس.
هذا الغول عدو القرية، تلك حقيقة دامغة، لا شيء يغيرها، أو يجعل منه صديقا ، لكن نوايا الحرس و الرماة لا تعفيهم أبدا من مسؤولية ما يفعله الوحش بأهل القرية .
هل سامح التاريخ مقاتلي أُحُد إذ نزلوا عن الجبل مفترضا حسن النوايا؟
ماذا يمكن أن نشرح أكثر يا بشرية مجرمة
@yelov