فِي آخر ساعه من يوم الجمعة: اللهُمَّ اجْعَلْ كُلَّ حياتِنا فِي رِحَابِ قوِلكَ ﴿ فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ﴾ لا تنسونا من الدعاء ولا تنسوا الصدقة
«الذي يكفل اليتيم ويتعهده، وينمِّي ثروته ويهذِّب نفسه، ويطمئن والده في جدَثه، ويعوضه عنه كافلًا رحيمًا، وراعيًا حكيمًا، فلا جرم أن كان مكانه عند الله عظيمًا، وكان حريًّا أن يكون لرسول الله ﷺ في الجنة صاحبًا وقرينًا، يتمتع بما فيها من النعيم، كما متَّع برعايته اليتيم»..
قد تمر على العبد لحظات ضعف فيتصرف فيها بتصرفات غير سويّة ثم بعدها يلوم نفسه وكأن تصرفه كان خارج عن إرادته وهو ليس بذاك ولكن الإيمان يزيد وينقص وهنا ندرك أهميّة هذا الذكر الذي أوصانا به النبي ﷺ "يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"
تعففُ المرء عن فُتات ما يرتجيه من مدائح ، والتوقفُ عن ملاحقة صغائر الأهداف ، وهدوءُ نفسه وهو يقلب منجزات الأقران ، واختيارُ ما يشبه شخصيته ، بعيدًا من مجاراة المحيطين به ، والإعراض عن نقد ما لا يخدش القيم والمروءة والإشاحةُ عن مكامن النقص ومواطن الزلل ما دامت في حيّز التعثر الطبيعي الإنساني الذي قد يكون سببه حداثة التجربة أو تنوع الذوق أو اختلاف العادة أو سوء الفهم مع سلامة القصد.
وما اشتغل إنسان بما سبق ، إلا وغُيّبَ عنه قصد الوجود بقدر انغماسه في المظاهر ، وضلَّ الطريق بقدر طأطأة رأسه نحو الصغائر ، ومُنعَ الهمة إلى معالي الأمور بقدر خلوده إلى أرض الملذات لا المنجيات.
وصار سمجًا لا يُعتد برأيه ، ونُسخًا متعددة لا تعرف له هوية ، وأصبح مضطربًا بين مدِّ ما يريد ، وجَزْرِ ما يحتاج، فاستحال انسجامه مع غيره واتساقه مع نفسه.