18/1/2018 18/1/2024 ليلةُ امتحان الدِّراسات العليا الأخير... في مثل هذه اللَّيلة قبلَ ست سنوات، كانت ليلة أوَّل بلوغ الحلم وليلة أوَّل امتحان بعدَ دخول كُليَّة الآداب في قسم اللُّغة العربيَّة، ليلة اختلاط المشاعر وتداخلها، اللَّيلة الَّتي نسجت حكاية البداية لتسطع في النَّهاية.✨ يومَ ولجتُ القَاعة لأتقدَّم لأوَّل اختبار وأنا أشعر بالكثير من الاستغراب بأنَّني لا أملك من العربيَّة إلا اسمها ولن أبدع فيها، أمسكت بالورقة وأنا أشعر بشيء من الخَوف لكن حماسي وفضولي سبقني لما ستخطه أناملي وتنسجه بهذه اللُّغة الرَّقيقة، إذ لم أكنْ أتوقعُ انجذابي بهذا الشكل.. لا أزالُ أذكرُ لحظةَ دُخولي الأوَّل لمبني الكُليَّة، والسُّكون يخيّم عليّ، والعِيٌّ ملازمٌ لي فلا أجدُ ما أقول، كنت قد دخلتُ كليَّة عن دون رغبة منَّي أو أدنى سابق تخطيط له، وقد لقيت لومًا في قراري هذا من جميع من هم حولي، من أعرف ومن لا أعرف، ولم يألوا جهدا في صَرفي عنها وإبعادي، لكن رغم كلّ ذلك كنت أشعر بسكينة كبيرة لم أعهد مثلها قط وكأنَّ شيئًا من الطمأنينة والحبِّ طُبع على قلبي في هذا المكان! ومن ذلك اليوم تحوّلت حياتي حياة أخرى، فحظيت باهتمام باهتمام بالغ وعناية فائقة من الأساتذة وأهيل المكان، وكنتُ كلّما حضرتُ محاضرةً ازدادت رغبتي وتعلقي أكثر، وكأنَّ الله خصَّني لأكون أهل لهذا الفضل العظيم، حتَّى فُتحت لي أبواب في العلمِ والتَّعلّم والتَّعليم، ما لم أتوقعه على حداثة سنّي وعهدي بالعربيَّة آنذاك، وكتبت لي نجاحات بمحض من كرم الله ومنّته، هذا وأشهد الله أنّ أعظمَ هبةٍ نلتها وأجلّ معرفة حزتها وخرجت بها، علمي بجهلي وفقري، وسعة العلم ورحابته وأنّه مطمح بعيد عزيز لا يدركه إلا من أراد الله به خيرا ورفعة. أيام وليالٍ سهرت، وأخلصت، وقصّرتُ، ودعوت الله بأن يُخْلِصَ مسعايَ ابتغاءَ وجهه الكريم.. وها هي تنتهي على بضع مما حلمت، وكثير مما حذرت وخلاف لما رسمت، وللحلم بقيّة وسعيٌ ومواصلة حثيثة، إن كان بُعدًا فاللهم أدنِه مني.. وإن كان عدم كفاءة منّي فاللهم صيّرني ورقّني وارفعي وأعنّي لأليق به، كما وسّعت لي في أيامٍ خلت، وأعنتي ونصرتني وكلأتني، فتداركني برحمة منك أبدا، ولا تزال نظرةٌ منك إلينا ننجو بها، ولا زالت عنايتك تحفّنا حتى نلقاك يا أكرم مسؤول ومأمول. ـ | 💜✨