يُنقل أنَّ إمامنا السجاد (ع) كان مولعاً بشراء العبيد والإماء على الرغم أنه غير محتاج لخدمتهم وكان يعتقهم لأسباب بسيطة أو في مواسم محددة كليلة الفطر أو نهار عرفة بحيث أن العبد لايبقى عنده عاماً كاملاً إلا وأعتقه, ويأتي ذلك لأهداف مهمّة تنمُّ عن حكمة عظيمة وتخطيط عجيب ومن هذه الأهداف هو تعليمهم وتنشأتهم على الدين المحمّدي والأخلاق الإسلامية ومنهج أهل البيت (عليهم السلام) وكذلك إشاعة ظاهرة إعتاق العبيد وإنشاء جيل جديد من تلامذة مؤمنين ينشرون الدين ومذهب العترة الطاهرة (عليهم السلام) في مناطق مختلفة فقد كان يُرجعهم الى بلدانهم ويعطيهم أموالاً تعينهم على فتح مشاريع اقتصادية مربحة تمكّنهم من إعالة عوائلهم وتساعدهم على نشر ماتعلّموه عنده وممّا ميّز هذه الخطة أنها كانت غير مكشوفة لبني أمية فمن المؤكّد لو أراد الإمام فتح مدرسة أو ماشابه ذلك لتمَّ منعه لكنّه سلك كل الطرق لخدمة دين جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله),
فسلام الله على إمامنا الحزين وزين المتهجّدين وزين العابدين ورحمة الله وبركاته.
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: كان أبي إذا دخل شهر المحرم لم يرَ ضاحكًا وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين "عليه السلام"
إن كُنت تستغل "ليلة الحجَّة" للّقاءات، و الاجتماعات، و الأحاديث الجانبيّة و الضحك، و فُرصة لِلقاء الأقارب و الجيران في المجالِس، فلا تَحيي العاشِر!.
إن كُنت لا تلزم الصمت عن الغيبة، و لا يظهر على وجهك أيّ حُزن، بل عكسه، فلا تَحيي العاشِر.
إن كانت رؤية المواكب، و الخروج من البيت و المشي هُنا و هُناك بِمثابة نُزهة، فلا تَحيي العاشِر.
إن كان الهاتف مَن أولويّاتك فلا تَحيي العاشِر.
العاشِر: صَمتٌ، دموعٌ، حُزنٌ، احترام عظيم لهذه الليلة، أعلى درجات المثاليّة في احياء هذه الليلة؛ طبّقها و لا تخِف من المُستهزئين و الناقدين، اختر أن تجلِس وحيدًا في غرفتك على أن تحضر في مجلِس لا تراه يمنح حق العزاء، نبّه و ذكّر مَن حولك إنّها ليلة فاطمة الزهراء و صاحِب الزَمان "صلوات الله عليهما" فكُل فعل غير لائق بهذه الليلة سيؤذيهما، و ستعاتبك الزهراء "عليها السلام" على كُلِّ تصرّف لم يكُن يحترم فاجعتها بولدِها، رُبّما عدم احياء ليلة العاشِر و النوم أفضل مِن فِعل لا يليق و لا يتلائم مع عَظَمَة هذه الساعات الأخيرة مِن حياة سيّد الشُهداء "عليه السلام". خُذ حَذَرَك، هذه الليلة تشرح لنا "تصرُّفاتك" مكانة الحُسين "عليه السلام" عندك، فلا "الحُزن بالقلب" بعد الآن.
العلامة الاميني (قدس سره) كان من عادته أن في ليلتي التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام يخرج صدقة باسم صاحب الزمان (عجل الله فرجه) وكان يقول أن في هذه الليالي يكون قلب الحجة معتصرا بالألم والحزن ...
أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام و جعلنا و إياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
جَواب المَرجع الديني المَيرزا جواد التَّبرِيزي قُدِّس سِرُه حَول تَشبيه ما جَرىٰ علىٰ أهل البيت (عَلَيهم السَّلام) بما يَجري عَلىٰ غيرهم:
"أهلُ البيت عَليهم السَّلام لا يُقاس بِهم أحد، ويَجب حِفظ مَقامِهم (عَلَيهم السَّلام)، فلا يُقاس ما جَرىٰ عَلَيهم مِن المَصائب بما يَجري عَلىٰ غيرهم، والله الهادي إلىٰ سَواء السَّبيل".
وأنا أعتقد أن اسمها ليس مصغراً ( سُكيْنة ) كما يلفظه العامة والمشهور وإنما هو #مكبر( سَكيِنة ) ماخوذاً من القرآن الكريم : السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ، ويعني هي السكينة النازلة تشبيهاً. وأما المصغر فهو أنثى الحمار بنص اللغويين ومنهم ابن منظور في لسان العرب. وهذا مما يجهله المثقفون والمتفقهون من الناس مع الأسف ولا يحتمل أن الإمام الحسين عليه السلام يجهله
«إنّ الحرم الحُسينيّ الطَّاهر يعدّ واحدًا من أقدس بقاع الأرض، فدُعاء الزائر في الحائر الحُسينيّ مُستجاب، وقد وردَ أنّ الأئمّة المعصومين عليهم السّلام كانوا يقولون عند ظهور الأزمات والمشاكل: «أرسلوا إلى حرم سيّد الشُّهداء مَنْ يدعو هُناك»، ويُمكن للمُسافر أنْ يُؤدّي صلاته بالتمام تحت قُبّة المرقد الطّاهر، وكأنّه لا أحد غريبًا في كربلاء، ليس هذا فحسب وإنّما كأنّ حرمه عليه السّلام وطنٌ لكافّة الشِّيعة، ولهذا لا حاجةَ إلى قصر الصّلاة، ولا نُجانب الصَّواب إنْ قُلنا: إنّ الزَّائر حينما يصل إلى الإمام الحُسين عليه السّلام يكون في الحقيقة قد حلّ في بيتهِ لا أنّهُ ارتحلَ عن بيتهِ وقصدَ كربلاء».