لماذا نخرج غدا ؟؟ يلزمني بالخروج في مسيرات الجمعة غدا ، أرواح أطفال أزهقت دون ذنب ، وصعدت إلى جوار الله بعشرات الآلاف ولم تجد من العالم عزاءا ولا استنكارا ولا تنديدا ، وسأخرج معلنا موقفي مع مظلوميتها والانتصار لها سأخرج غدا ، حتى لا أكون شريكا في كل ذلك الظلم الرهيب والجرائم الوحشية ، لأسمع صوت غضبي ورفضي كل العالم سأخرج غدا ، كي لا أكون مساندا لعدوي بالسكوت عن جرائمه ، ومؤيدا له بالصمت ، وواقفا في صفه بخذلاني للمستضعفين من أبناء أمتي ، وبتنصلي عن مسؤوليتي تخرجني غدا عجوز كسا غبار القصف وجهها الشاحب ، وهي تواري في الثرى أبناءها الصرعى وأحفادها المذبوحين ظلما وطغيانا تخرجني غدا أم ثكلى لم تجد من أشلاء فلذات كبدها الممزقة قطعة لتعزي نفسها بالبكاء عليها أو تجعل لها قبرا تدفن فيه أحزانها وآلامها وحسرتها تخرجني غدا ، حميتي وغيرتي على أرامل وأيتام لم تبق منهم جرائم العدو سوى الحسرة والأنين ، ولا ناصر لهم ولا معين ، ولا ملجأ لهم سوى رب العالمين يخرجني غدا ، عشقي ودعائي لأبطال وقفوا في وجه أعدائهم كالجبال ، ولم تزعزعهم الشدائد والأهوال ، وضربوا في البطولة أروع مثال ، وسطروا بالدماء والقتال دروس العزة للأجيال ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.