تحية طيبة.. قد تصلك رسالتي هذه وقد لاتصلك، قد تخونني الشجاعة وأتلف الرسالة بعد كتابتها، لايهمني وصولها مثلما يهمني كتابتها قدري أحمق، تؤمنين جيداً بأن قدري أحمق فلا تلوميني على قدرٍ لا قدرة لي على تغيير مساره، علاقتنا كانت لعبة قدرية لا سلطة لنا عليها، لا قدرة لمخلوق ضعيف على تغيير قدر سطره قوي وكبير جداً. أفتقدك بشدة. يبدو أني متورط بك أكثر مما كنت أظن، ولكنني لن أطلب منكِ عودة، لأنني أدرك جيداً بأنكِ إنتهيت مني، من الغريب أن تكوني أنتِ إختباري الراهن، دائماً ماكنتي بجواري، تشدين من أزري وتسندين ظهري بصدرٍ قوي، لطالما كنت معي تسانديني في إختبارات حياتي.. إلهي! كيف تكونين أنتِ الإختبار؟ أفتقدك بشدة.. أفتقد أماناً تحيطينني به على الرغم من خصالي اللعينة، اشتقت إليك كثيراً.. أكثر بكثير مما كنت أتوقع، أخشى أن أكون قد خسرتك لن أطلب منك أن تعودي إليّ.. لكن غيابك مُرٌّ ياقصب السكر، تصوّري كيف يكون غيابك على شخص تدركين جيداً بأنه مدمن سكر• ــ
"تدرك أنك مهما بالغت في كساء الفراق بحلل التجلد إلا أنه مقدرٌ له أن يظل رزءً ثقيلاً تنوء به كواهل المحبين، وأن المسرّة والأسى وجهان لعملة واحدة، تدرك أنه وإن خفّفت من وطأته عليك أيام البهجة، وليالي العيش الرغيد، وإن أبقيت ما أبقيت في حيز الأماني ورضيت بحظك من الهناءة مرددًا: "منىً إن تكن حقًا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا" إلا أنّ للفراق غصة وأيما غصة."
عندما تكون في اوج راحتك النفسية، خارجًا من أحد طقوس تهذيب النفس، يأتي الاغبياء ويعكرون صفو مزاجك، فقد يستفزك نص عابر لشخص ما. ربما كان من المفترض أن يُخلق حمارًا او خنزيرًا، قد يستفزك ايضًا تصرف ما من شخص عابر ترى تصرفاته شبيه لتصرفاتك قبل عشرون عام من الآن، قد تستفزك كلمات تخرج من مؤخرة عابر ما لو قرأت حروفها بشكل معاكس لبدت لك أحجية بجملة "ان انكر الأصوات لصوت الحمير" كل شيء يجعلك تجزم ان ال 7.9 مليار شخص في هذا العالم، 80% منهم كانوا يملكون ذيول في وقت سابق بحياتهم ولربما موجودة البتة.
انا خائف، اتسائل كيف سأتعامل مع النهاية السعيدة ماذا افعل؟، حين يأتي اليوم الذي اكون به سعيداً، ماذا سأفعل؟. انا الذي اعتدتُ الخذلان المستمر لا اعرف كيف يكون العيش بأمانٍ و سعادةٌ هائلة هذهِ الفكرة تُخيفني هل أبكي حينها؟ ام اضحك هل أصرخ او أنهار كيف ستكوّن تلكَ اللحضة و لماذا هكذا؟ كيف يصبح الأنسان خائف من السعادة اكثر من هذا الكم الكبير من الحزن.
احياناً تبكي قليلاً من دونِ وعي كأنما هنالك شيء ما يُعصرَ عيناكَ وليس بأمكانكَ السيطرة عليه، احياناً تُصابُ بحزنٍ هائل و لا يُطاق، حزنٌ مُستمر الى الأبدِ يُعذب داخلكَ، احياناً تّقوّل "احياناً" و لا يهوّن عليكَ القوّل دائماً، احياناً تموّت من فرطِ الألم و الضياع و الحنين تموّت من دونِ ان تشعر مثلي انا.
وحيدًا للغاية لا احد يضغط على جرسِ منزلي حتى و ان كان بالخطأ حذائي الذي انزعهُ امام الباب الامامي يبقى ايامً عديدة عند الباب الكرسي الذي جلستَ عليهُ قبل اسبوعين ما زال في الحديقةِ لم يتحركَ ابدًا يا إِللهي.. اي شيءٍ حتى لو بعض الهواء يجعل هذا الكرسي يتحرك من مكانهِ.