اتّصلت بي والخوف يتملكها: لقد عاد، ساعدني أرجوك، إنّه يريد قتلي. هرعت إليها كعادتي لإنقاذها، آخذا معي مسدّسي، لطالما فعلت ذلك فزوجها رجل سكير، ما إن يأتي اللّيل حتّى يجنّ جنونه ويريد قتلها. كنت أحبّها جدّاً، لكنّ أهلها رفضوا زواجي منها وأجبروها على الزّواج من رجل يكبرها بأعوام. لقد مضى على زواجها خمسة أعوام وهو يعذّبها في كلّ ليلة، وما إن وصلت المنزل حتّى سمعت صراخها، طرقت الباب كثيراً ولكن لم يجبني أحد فقمت بخلعه ودخلت عنوةً، حتّى وجدته يمسك سكّيناً محاولاً قتلها، أطلقت رصاصة في رأسه فارتمى ميّتاً. هدّأت من روعها واتفقنا على أن ندفنه في حديقة المنزل، وعندما بدأت الحفر شيئاً فشيئاً ظهرت لي ملابس شخص! أزلت التّراب وإذ بجثّتها مدفونة! نعم لقد كانت جثّتها فقد دفنت في حديقة منزلها عندما انتحرت منذ عامين لأنّها لم تحتمل استمرار حياتها مع شخص لا تحبّه. نهضت من الحفرة وهرعت باتّجاه المنزل لأتأكّد بأنّها هناك وزوجها ملقىً على الأرض، ولكنّني لم أجدها ولم أجد زوجها! بل وجدت نفسي ملقىً على الأرض والرّصاصة في رأسي. يا ترى من الّذي اتّصل بي؟ ومن قتلني؟!... ليله مريحة،
اصبحت عاجزاً ، لا افهم ما يحدُث معي، لم أصادف احداً قد تكلم عن تجربة مثل الذي أمر بها الأن، اتمنىٰ ان لا يستمرَ الأمر على هذا الحال، قبل سنتين من الأن بدأ الامر لم ادرك مدى تأثيره عليّ لم ادرك مدىٰ الأذى الذي تلقيته كلهم مخادِعون الوضع مؤلم لا أفهم شُعوري، والِدتي تسألني هل تُفكر بالإنتحار؟ ما يُحزنني أن سؤالها قد جاء متأخراً فقَد تعديتُ فِكرة الإنتحار بمراحل، الانتحار ليس ان تُلقي بنفسك من أعلىٰ البِناء أو أن تأخذ جُرعةً زائدةً من دواء، الإنتحار هو إنطفاء الروح وفِقدان الشَغف الإنتحار هوَ أن تَسير جَسداً بِلا روح،