من هنا تعرف من هي الأم الصالحة ⇦⇦⇦⇦⇦⇦⇦⇦ كم من أمهات إذا قيل لهن تم فتح مدرسة أو عمل دورة للأطفال في اللغة الإنجليزية ،أو اللغة الفرنسية ،لرأيتها أول السابقات لتُعلِّم أطفالها اللغة الأجنبية ،بينما لوقيل لها تم فتح مدرسة أو عمل دورة لتعليم الطفل العقيدة والتوحيدة ،أو لتحفيظ القرآن لرأيتها تُعرض كل الإعراض عن ذلك وتتحجج بالدراسة ،أو مازال صغيراً ،فواسفاه من أم مُعرضة عن دينها فكيف ستُربي جيلاً صالحاً ، قدمت دنياها على آخرتها ،،تعلم عن دنياها الكثير والكثير ولكنها لاتعلم عن آخرتها شيء ،وصدق الله حين قال في كتابه :( يعلمون ظاهِراً مِنَ الحياةِ الدنيا وهُم عنِ الأخرةِ هُم غافِلُون ))
اتق الله أيتها الأم هذه رعيتك التي استرعاك الله إياها ،فماالذي قدمتيه لهذه الرعية حتى تكون لك حجةً أمام الله يوم القيامة حين يسألك عن رعيتك،،فماهو جوابك يوم العرض على الله..
لن يسألك الله عن لغة أجنبية لم يتعلموها ،أو عن جوال لم تحضريه لهم ،بل سيسألك عن صلاتهم ،عن توحيدهم ،عن عقيدتهم ،عن قراءنهم ،فاتق الله فيما استرعاك إياه..واجعلي أولى اهتماماتك بدينهم ثم دنياهم ،واعلمي أن أرواحهم ستظل في عطشٍ مستمر ولن ترتوي بأي علوم أخرى ،ولن يرويها إلا تعليمهم القرآن والعقيدة السليمة الصحيحة ..
لهذا شمري ساعدك وجدي واجتهدي لتؤدي واجبك تجاههم على أكمل وجه ،ابذلي الأسباب وجدي واجتهدي حتى إن وقفتي غداً بين يدي الله يكون لك حجة وجوابًا بأنك قد بذلتي معهم كل مابوسعك ،،
أما أن تختاري ارتقاءهم في الدنيا ولايهمك رُقيهم في دينهم فاعلمي أنك ضيعتي الأمانة ،وأنك مسئولة وموقوفة للسؤال بين يدي الله يوم القيامة،فأعدي جواباً لذلك اليوم يُنقذك من عذاب الله ..
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد الذي بلغ البَّلاغ المُبين، اللَّهُمَّ أجزه عنا وعن المسلمين خير ما جزية نبياً عن قومه يا رب العالمين، نشهد أنَّه بلغَ الرسالة، وأداء الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه دائماً وأبدا. وعلموا عباد الله، أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة. فاتقوا الله، عباد الله، ولزموا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تحيدوا عنها يمنةً ولا يسره قال صلى الله عليه وسلم: فإنَّه من يعيشِ منكم فسيرى اختلافاً كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ، الله جلَّ وعلا قال: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)، فلا يرضى الله إلا عملاً اتبع منهج السلف الصالح من المهاجرين والأنصار(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، جعلنا الله وإيّاكم منهم بمَّنه وكرمه. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين يا رب العالمين. اللهم عليك بالصهاينة الكفرة الذين يقتلون اخواننا في فلسطين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم اجعل بأسهم بينهم اللهم رد كيدهم في نحورهم اللهم احفظ اخواننا في فلسطين واحقن دمائهم وأطعم جائعهم واكسي عاريهم وتقبل قتلاهم واكتبهم عندك من الشهداء يا رب العالمين اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين على الحق يا أرحم الراحمين، اللهم أصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك يا قوي يا عزيز. اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين من المسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين يا رب العالمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم ضاعف حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم يا أرحم الراحمين.
اللهم يا رب العالمين يا رحمن يا رحيم يا مالك يوم الدين اللهم أغثنا، اللهم أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أغثنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا يا رب العالمين، اللهم أنزل علينا الغيث، اللهم أغثنا غيثا عاجلا يا أرحم الراحمين. عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي, يعظكم لعلكم تذكرون, فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر, والله يعلم ما تصنعون.
المؤمن، فكيف يؤثر الإنسان دار الفناء؟ التي هو زائلة أو هي زائلة عنه قريباً وينسى الأخرة التي هي مقره (ويَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)، فأنت في هذه الدنيا عابر وسائرٌ، ومُسافر، تحملك الليالي والأيام إلى الآخرة، فستعد للآخرة، استعد للقاء الله سبحانه وتعالى، اعمل لدار البقاء، ولا تنقطع مع دار الفناء فتنقطع بك: (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى* يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي* فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ* وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ* يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي)، تذكروا يا عباد الله، دنياكم وآخرتكم، ولا تكونوا كالبهائم التي ترتع في هذه الدنيا وتنسى الموت، تنسى الذبح وتنسى الموت لأنَّ البهائم لا لومى عليها؛ لأنَّها خُلقت لغاية وهي نفع العباد وتنتهي وليست لها جنَّة ولا نار إنَّما خُلقت لغاية وفائدة حصلت منها ثم تنتهي، إلا أنَّها تُبعث يوم القيامة وتُحشر: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)، ليُقتص لبعضها من بعض، تُحشر يوم القيامة ليُتقتص لبعضها من بعض، يُقتص لشاة الجلحاء من الشاة القرناء ثم يقول الله جلَّ وعلا لها كوني ترابا فعند ذلك: (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا). فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا دنياكم وآخرتكم، إنَّ الدنيا الآن قد ازدهرت بحضارتها، ورونقيها أغرت كثيراً من النَّاس، وانَّخدعوا بها، وانَّشغلوا بها، نسوا آخرتهم (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) فلا تكونوا مثلهم، لا تكونوا مثلهم، واعلموا أن الأعمال بالخواتيم، وما يموت عليه الإنسان قد يعمل الإنسان الأعمال الصالحة ثم يُختم له بالسوء فيموت على الكفر فيكونُ من أهلِ النَّار، وقد يعمل الإنسان بالأعمال السيئة فيُختم له بالخاتمة الحسنةَ فيكونُ من أهل الجنَّة قال الله جلَّ وعلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيانِ والذكرِ الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أنََّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيماً لشأنَّه، وأشهد أنََّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنَّ الإنسان لا يقتصر على إصلاح نفسه وإنَّما يسعى في إصلاحِ من ولاه الله عليهم من أهل بيته من نسائه، وأولاده، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، قو أنفسكم وأهليكم ما يكفي أنَّ الإنسان يقيء نفسه من النَّار ويتركُ أهله، بل عليه أن يَقيهم من النَّار؛ لأنَّ يُربيهم على طاعة الله، ويمنعهم من معصية الله؛ لأنَّ له سُلطة عليهم، وسيسأله الله عنهم يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: وصاحبُ البيت راعٍ على أهل بيته ومسئولٌ عن رعيته ، فالسلطان وولي الأمر والأمراء ليس لهم دخلٌ في بيتك، ولا يدخلون بيتك، ولا يدرون ما يحصل فيه أنت المسئول عنه أمام الله سبحانه وتعالى، فلا تُهمل بيتك، لا تترك وسائل الشر تدخل إلى بيتكِ، لا تترك أولادك يسرحون ويمرحون، ويذهبون حيثُ يشاؤون تتخطفهم الأيدي الأثمة، الدعوات المظللة بل تجاوز الأمر الآن إلى أنَّ الشر يدخل على البيوت بواسطة وسائل الإعلام المُفسدة، وبواسطة الانترنت، وبواسطة الجوالات المنقولة، تنوعت الشرور ووسائلها فصارت تصل إلى الناس في أي مكان، ولكنَّ المسلمَ إذا أصلح نيته وقام بما أوجب الله عليه وحفظ بيته وتفقد ذريته أعانه الله سبحانه وتعالى، وإذا أهمَّل فإنَّه يُضيع نفسه، ويُضيع أهل بيته ويُسأل عن ذلك يوم القيامة. فاتقوا الله، عباد الله، احفظوا بيوتكم بما فيها من النساء، بما فيها من الذرية، بما فيها من الضيوف، كُل من كان في داخل بيتك فأنت مسئول عنه أمام الله سبحانه وتعالى، وعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة. وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
خطبة الجمعة بعنوان الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة بالنار
أما بعد عباد الله:- أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعملوا أنَّ الله خلق الدنيا والآخرة، وخلق هذا الإنسان وابتلاه بينهما، فإنَّ آثر الدنيا على الآخرة باء بغضبي الله سبحانه وتعالى وعذابه، وإنَّ آثر الآخرة على الدنيا فإنَّه يكونُ رابحاً بدُنياه وآخرته، والأول خسر دُنياه وآخرته، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الدنيا والآخرة هما ضرتان إذا ملت إلى إحداهما أغضبت الأخرى ، فلا بد أن يُعادل المسلم بين دنياه وآخرته، فيأخذ من الدنيا ما يُعينه على طاعةِ الله، وعلى الفوزِ في الآخرة، هذا هو المُسلم المُعتدل الذي انتفع من دنُياه وآخرته، قال الله سبحانه وتعالى في ما ذكره عنَّ من نصحوا لقارون لمَّا أتاه الله الثروة العظيمة نصحوه: (قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) أيَّ: لا تفرح فرحا أشرٍ وبطنٍ وكبر فيما أعطاك الله من هذا المال: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ) بأنَّ تستعين به على العمل الصالح وطلب الآخرة، أنَّ تُنفق منَّه على المحتاجين والمُعسرين وفي سبيل الله عز وجل؛ فهذا يكون ذخراً لك عند الله سبحانه وتعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا) لا تحرم نفسك من التمتعِ بما أباح اللهُ من طيبات المأكلِ، والمشاربِ، والملابسِ، والمساكنِ لا تنس نصيبك من الدنيا ولا تحرم نفسك من الدنيا، فإنَّ هذا مذموم ولا تنس نصيبك من الدنيا كما قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)، فالمسلمُ يتناول من رزقِ الله ممَّا أعطاه الله، ويتصدق، ويُنفق، ويُقدم لآخرته، هذا المطلوب من المسلم مع دُنياه وآخرتهِ، وفي الآثر: اعمل لدنياك كأنَّك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنَّك تموت غدا ، فالمسلمَ يعتدل بيَّن الدنيا والآخرة لا ينقطع مع إحداهما ويتركَ الأخرى، وأمَّا من شقي في هذه الدنيا، وأعطى نفسُه ما تشتهي من حلالِ وحرام، وفتح لنفسه باب الشهوات، واللهو، والغفلة، تمتع بنصيَّبه من الدنيا ونسي الآخرة، فهذا هو الخاسر: (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)، وأمَّا من عرف قدر الدنَّيا وعرف قدر الآخرة فأعطى كُلَ واحدةِ قدرها فهذا هو الرابح الذي ربح دنياه وربح آخرته قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) أيَّ لقائه لربه، وحسابه عند الله، (وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) فلينَّظر المسلم في دنياه وينظر في آخرته، ويعلم أنَّه مخلوق للآخرة، ويعلم أنَّ الدنيا زائلة مهما تزينت، ومهما تزخرفت فإنَّها زائلة عمَّا قريب، وأمَّا الآخرة فإنَّها باقية، فلا يُؤثر الفانية على الباقي هذا ليس بعاقل، إنَّما العاقل من يُؤثر الباقية على الفاني هذا هو العاقل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: إنَّ الدنيا قد ولات مُدبرة، وإنَّ الآخرة قد جاءت مُقبلة، ولِكلٍ منَّه بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، أنت لم تُخلق في هذه الدنيا لتعمرها، وتقتصر على تحصيلها، وتنسى الآخرة، أنت خُلقت لتعمل لآخرتك، وتأخذ من دُنياك لتعمل للآخرتك، تأخذ من دنياك ما تستعين به على طلبِ الآخرة هذا هو المقصود من الدنيا، والدنيا دار فنَّاء، والآخرة دار بقاء وهذا معلوم لكلِ عاقل فضلاً عن