الرسالة الخامسة ..
في آخر لحظات المساء يسرني أن ألقي عليك التحية
وأقول لك:ها هو الليل قد أتى يجر أذيال الخيبة كالعادة ويصر إلا أن يزيد همومي وأشجاني،وكأنّ ذكرى فقدك ليست كافية،إنّ روحي العليلة لا تنفّكُ تذكرك وتذكر أيام الأُنس والسرور التي كانت معك،ومما بلغ بي من الوجد والهيام أنني بتُ أراكِ في كل مكان أنظر إليه
إنّ هذا البعد قد آلم قلبي وجسمي وكل جوارحي وكم أود لو تعودين مرةً أخرى لتعود حياتي إلى ما كانت عليه من الاستقرار والفرح والسعادة،إنني يا عزيزتي منهكٌ جدًا كنت أعاني من أمورٍ كثيرة قبل رحيلك ولكني كنت أتصبّر لأنك معي ولكن عندما رحلتِ كان ذلك أشبه بالقشة التي قصمت ظهر البعير فانهار كُلي وصرت فكأنني كما قال ذلك الشاعر:
وما كان قيسٌ هُلكهُ هُلك واحدٍ
ولكنه بنيان قومٍ تهدما!
كذلك كنت لقد خلف رحيلك جرحٌ بروحي لن يندمل أبدًا مهما دارت السنون وتتابعت سيظل طيفك يلاحقني أنّى توجهت وارتحلت ولن استطيع أن أتجاوز هذا الأمر مهما حاولت فمحاولة نسيانك هي أشبهُ بنزع روحي،أنا ما أحببت الوجود وما رأيت الجمال إلا عندما عرفتك
كما سبق وقلت في رسالة سابقة أنتِ من يعطي الأشياء قيمتها والأشياء لا تكون لها قيمة إلا إذا قارنتها بك حتى الورد مثلا لا يعتبر جميل إلا إذا أهديتك إياه
والقهوة التي تعشقينها حتى صرت أغار منها أحيانًا لا تكون جميلة إلا عندما تشربينها
وكما قال الشاعر:
ولو لم تصافح رجلها صفحة الثرى
لما كنتُ أدري علةً للتيممِ!
إنني يا عزيزتي أموت كل يوم من حزني على فراقك وبعدك فهذا البعد قد أخذ مني كل شيء وأخفى ملامحي الحقيقية،وعكر صفو حياتي التي كانت جميلة جدًا بقربك
كم اشتاق إلى تلك الأيام التي كنا فيها سويًّا لقد كانت أيامًا لجمالها لازالت ذكراها عالقة في ذهني لم ولن تزول أبدا،لقد كنتُ أحبك وسأظل أحبك بكل ما أوتيت من طاقة.
تبًا لهذا البُعد الذي لم يترك في جسدي مكان إلا وغرس خنجرة فيه!
#سالمين
#رسائل_محب
#رسائل_إلى_سلمى
الخميس ٢٤فبراير ٢٠٢٢