"يجرحني الضوء، والإيماء يجرحني جفاف الهواء، و تجرحني النظرة، و النبرة العالية يجرحني الاخرون ، كلهم السلام اللين و نصف الإبتسام يجرحني ما لا يخدش احدًا أمشي بقلبي معروضًا بلحمي النيء أستشعر الاشياء بأعمق أعماقي ، كأن لقلبي قلبٍ ثانٍ كثير عليّ هذا العالم . "
لا أطلب إعلانا صاخبا بالحب توقفت، منذ فترة طويلة، عن تقدير مثل هذه الأمور.
كما ترى، طوعت نفسي للبقاء حيث أنا الآن معلقة بحبل رفيع رقيق أشعر بتمايله أعلاي بنعومة يتآكل ببطء يهترئ لا أطلب وعودًا أو عهدًا - فقط - أريد يدًا أمسك بها لحظة الانهيار.
يقول الرافعيّ في السحاب الأحمر: ”ملهِمَةٌ هيَ، يا أبا السّامي، ما حاورْتُها، وأثبتُ الفكرَ في كلماتِها القادمةِ في معنى الضّياء، إلا طمحْتُ، حوارًا منْ بعدِ حوارٍ، إلى معَانيها فيَّ، معانٍ كلّها شعاعٌ، وكلّها أقمارٌ. وما نظرَتُ إليها مرّةً إلا مشى يقينٌ ثابتٌ في دمائي يقولُ: إنّ ملهمتي منَ السّماءِ، جاءتْ إليّ في صورةِ امرأةٍ، وليسَ فرقٌ بينَها وبينَ النّساء إلا أنّها كانتْ منَ السّماء، وكُنّ هنّ منَ الأرضِ!“
لم تعد هنا، فصاحبت غيابك. أوقظه في الثامنة موعد العمل، أهاتفه في الخامسة لنتبادل تفاصيل اليوم… نلتقي في التاسعة. أعود وحيدة، فأجده غافيًا على الوسادة في انتظاري. لذا حين انساب صوتك عبر الهاتف، لم اتعمد الفتور، لم أقصد التجاهل - فقط - كنت أخلص للنائم جواري؛ لغيابك الذي في غيابك صار صديقي.
أخطط دائماً للقاك بشكل يفوق كُل أوصَاف الكِبرياء، أقول: بأنّي عندما ألقاكَ سأمّر بجانبك كما لو أنك لست هُنا، بل كما لو أنّك لم تُخلق أصلاً، أحذف كُل الأشهر التي كنا فيها معاً من ذاكرتي دون أن يرّف لقلبي جفن، وأمضي فِي حياتي كشخص لم يعرف اسمك، ولم يُخالطك قط، حتى يُخيل لي بأن عدم رفقتك شرف، حظيتُ به أنا دوناً عن كل معَارفك، شجاعة أنا جداً في حضرة غيابك، وأيضاً صارِمة؛ ولكن عندما يصير الأمر واقعاً، ونكون معاً في ذات المكان؛ أعرف أني ما رأيتُ كاذِبة مثلي، لأنّي أموت ولا أشيحُ بنظري عنكَ .
اعتدت أن أتذكّر خصلةَ الخير الوحِيدة عند الأصحاب أو المعَارف وأن أتجَاوز مِئات الأفعال السّيئة بديلاً عن ذلِك، وأن أكفّر عن أخطائي تِجاههم بالكَثير من الاعتذارات والسّعي لإصلاح الأوضاع ما استطعت، ولو علَى حساب نفسي . اعتدت أن أوقظ ضَميري أمام كُل ما يخرج مِني، فأنا أيضاً إنسان، يُخطيء ويُصيب، لي زلّاتي أيضاً، بِشرط أن أُحاول بقدر الإمكان أن أقوم بترقيع أخطَائي، لكنّي أصبحتُ الطرفَ الذي يُقهر، ويدفع ثمن أشيَاء لا طاقة له على احتمالها، يعلَم الله أنّي جاهدت كثيراً لأن لا أظلم أحداً، عفا الله عنّي، فقد ظلمت نفسي كثيرا مُقابل ذلك .
"أحب الدنيا، وأحب قناعتي السعيدة بأنني لن أعرف كل شيء، ولن أنال كل مجد، وأنني لن أخرق الأرض ولن أبلغ الجبال طولا؛ إدراك أن المحدودية نعمة في كثير من الأحيان تجعل للحياة معنى أعمق وأجمل، لأننا نوجه الانتباه للموجود؛ نستكشفه ونحبه ونعيش من خلاله، فيكفينا عن استدعاء الجديد مللًا.."
أتساءل، ماذا دار في ذهنك يوم طلبت رقمي ووجدته مغلقًا هل طافت بخيالك أفكار عن المدينة الجديدة التي هربتُ إليها وعن الذي يشاركني سريري أليس عجيبًا قدر المتغير في حياتنا في مقابل ما هو حقًا لنا! نغمة رنين هاتف شخص آخر قلب مفطور لشخص آخر هذا هو ما نحصل عليها بالاختيار أو الصدفة.
حبك لم يكن اختياري لكني اخترت الرحيل لا أظن أن القمر كان مفترضًا به أن يظل تابعًا أن يبقى في مدار العشق عالقًا في جمود يائس مدفوعًا لإعادة النسق ذاته مرارًا ومرارًا ليلتقي الشمس في خسوفٍ - فقط - حين يسمح التقويم.
أحتاج أن تستوعب كمّ الأشياء التي أحبها وتعمل بِها جاهداً لإرضائي، وتعرف على العكس مِن ذلك كل ما يزعجني وتتجنبه، وإن حدثَ خلاف ما بيننا -ولا بد- فيُمكننا تجاهل الطّرف المُخطيء فينا والتركيز على ماهو أهم منه، وهو حلّه دون أن ينامَ أحدنا وهو حزين، وألا يجد الفراق مكاناً بيننا، فقد عشتُ أربعة وعشرون عاماً خالية مِنك وأعيذُ عمري القادم من أن لا تكون فيهِ أيضاً . يجب عليك -ياعزيزي- دعم أحلامي حتّى وإن كانت بسيطة في نظرك، يكفيك أن ترى عظمتها تشع من عيني فتؤمنَ بِها، وأن تسمع لثرثرتي التي لا تخرج إلا معك، وأن تتفهم تقلبات مِزاجي لأن الحياة لا تأتينا دائماً كما نرغب، وأن تبعثر عنّي وحدتي لأني يوماً ما كان لي حق الاختيار، لكنّي رفضتُ الجميع واخترت الأنس معكَ وحدك. أحتاج أن تفعل لي الكَثير كي أصدّق محبّتك التي تخبرني عنها؛ فكلمة أحبّكِ وحدها لا تكفي . #أسماء_علي
ستكتُب عن الكمَال.. سينظر إليكَ والدك بِنظرة ازدراء لها معنى يقُول: "متى كبِرت لٍكي تبدَأ بمُشاركة أرائك" وستقُول لك أمّك: "لا تتطاول على الكبَار"، سيتحدّث عنك أخوتك بفخرٍ قائلين: "نحن أخوة فلان"، ولن يتركك صَديقك المقرّب رغم عُيوبك، فهو يعتز بك كثيراً.. سَيهزأ بك صديقك القدِيم، سيَقول في نفسه أنك لا تُطبق ما تقول، وأنّك محض وهم يهتَم بالشّكليات أكثر مما يُطبق، وسيمدحك الكَثير من المعارف، ويتخذك البعض الآخر قُدوة، وسيعجب بك الكثير ممن لا يعرِفونك عن كثب، سَتكون إحدى أمانيهم أن يحظوا بقربك، وفي الجَانب الآخر سيمقتك الكثير، سيتمنّوا صمتك، حيث أن في كلامك مضرّة لهم، فهم لن يستطيعوا ولو حاولوا دَهراً كتابة سطر مثلما تفعَل .
نحن كُتلة أراء عند النّاس، ولكُل منهم نظرة مختلفة تجاهنا، حادة كانت أو إيجَابية، سنستمر رغماً عنهم، ونكتب ونكتب عن الكمال، علّنا نصل إليه يوماً . #أسماء_علي