"وقوله عز وجل: ( رب زدني علما ) والمراد بالعلم: العلم الشرعي الذي يفيد معرفة ما يجب على المكلف من أمر دينه في عباداته ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته وما يجب له من القيام بأمره وتنزيهه عن النقائص ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه."
"من عرف طريقًا موصلة إلى الله ثم تركها، وأقبل على إرادته وراحاته وشهواته ولذاته، وقع في آبار المعاطب، وأودع قلبه سجون المضايق، وعُذِّب في حياته عذابًا لم يعذبه أحدٌ من العالمين، فحياته عجز وغمٌّ وحزن، وموته كَمَدٌ وحسرة، ومعاده أسف وندامة، قد فرط عليه أمره، وشتت عليه شمله، وأحضرت نفسه الغموم والأحزان، فلا لذة الجاهلين، ولا راحة العارفين، يستغيث فلا يُغاث، ويشتكي فلا يُشكى، قد ترحلت أفراحه وسروره مدبرةً، وأقبلت آلامه وأحزانه وحسراته مقبلة، قد أبدل بأنسه وحشةً، وبعزه ذلًّا، وبغناه فقرًا، وبجمعيته تشتتًا. ذلك بأنه عرف طريقه إلى الله، ثم تركها ناكبًا عنها مكبًّا على وجهه، فأبصر ثم عمي، وعرف ثم أنكر، وأقبل ثم أدبر، ودُعي فما أجاب، وفُتح له فولَّى ظهره الباب".