كان الصحابة أكثر الناس تواضعاً ، وأحسنهم خُلقاً ، وقد بُشروا بالجنة.
كان "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه يحلب أغنام مساكين الحي ، فلما بويع بالخلافة ، قالت جارية من الحي : «الآن لا يحلبُ لنا»
فقال : «بلى ، لأحلبنها لكم ، وأسألُ الله أن لا يُغيرني».
وكان "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه وهو خليفة يحملُ على عاتقه قربة ماء ، فقال له "عروة بن الزبير" : «يا أمير المؤمنين ، لا يليقُ بك هذا».
فقال : «لما أتاني الوفود سامعين مطيعين ، دخلت نفسي نخوة ، فأردتُ أن أكسرها».
وكان "عثمان بن عفان" رضي الله عنه يُقيّل في المسجد ، وهو خليفة ، ويقوم وأثر الحصى على جنبه.
واشترى "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه لحماً بدرهم ، فحمله على كتفه ، ومشى ، فقيل له : «نحمل عنك يا أمير المؤمنين».
فقال : «لا ، صاحب الشيءِ يحمله».
وانطفأ سِراج "عمر بن عبدالعزيز" رضي الله عنه ، فقام وأصلحه بنفسه ، فقالوا له : «كنا نكفيكَ هذا يا أمير المؤمنين».
فقال : «ما ضرَّني ، قمتُ وأنا عمر بن عبدالعزيز ، ورجعتُ وأنا عمر بن عبدالعزيز».
وقال "يحيى بن معين" : «ما رأيتُ مثل "أحمد بن حنبل" رحمه الله ، صحبناه خمسين سنة ، ما افتخر علينا بشيء».
الإيمان لا يزيد صاحبه إلا تواضعاً ، ورحمة ، فإن لم يفعل فهو إيمانٌ مغشوش.