نحن إذ نعول على أمة الإسلام لا نكون مبالغين في شيء، فهي أمة قال الله فيها: (كنتم خير أمة أخرجت للناس). لا تزال الخيرية فيها مستمرة، والبذل في كل أشكاله غير منقطع. وما إن يخالط المرء شعور بأن هذا الجيل مُغيب عن واقع أمته، حتى ييسر الله له موقفًا يؤكد أن الخيرية قائمة إلى يوم القيامة ✨.
أقول هذا الكلام بعد مجلس من مجالس العلم الشرعي في برنامج #إنبات، الذي يجمع عددًا من الطالبات من مختلف البلدان 🌍. وتتمايز فيه الشخصيات بالحضور والتفاعل والهمة، كما هو الحال في كل الفصول التعليمية. إحدى الطالبات تميزت بتفاعلها وحضورها الدائم، حتى إذا غابت لفترة، سُئل عنها. وعندما عادت بعد فترة انقطاع، سألتها عن سبب غيابها.
فأجابت، وهي التي تسكن في الضفة الغربية بمنطقة قريبة من الاشتباكات: “صار يا مس قصف جنب البيت، رحنا لغرفة آمنة شوي وبس هدي رجعت.”
هكذا بكل بساطة!
وعُدتِ؟!
بعد لحظات الخوف والقلق تلك؟!
لمجلس يُعتبره البعض عقابًا من أهلهم؟!
لمجلس يقولون أنكم صغار على ما نعلمكم إياه؟!
لا أحسب أن الميزان الذي في عقل تلك الطالبة كما يظن البعض، ولا يمكن أن يكون تصرفها مجرد اعتياد. بل هو نتاج لما رُبيت عليه من المعاني الطيبة والثبات والبذل . فهي تدرك أن هذه الحياة لحظات ننتقل من واحدة إلى الأخرى بلمحة عين، وأن لكل منا دورًا إما أن يقوم به فيلقى الله وقد بذل وسعى، وإما أن يتقاعس عنه بحجج مختلفة.
هذا غرس في الأبناء ينبئ عن خير قادم لا محالة، وينبئ عن جيل يحمل هم أمته 🌱. ولا أحسبه إلا نتاج بذل وسعي من الأهل. تقبل الله من الجميع، وأعان الله كلٌّ في دوره، ونسأل الله القبول 🤲.
#أكاديمية_ودق
#انبات