خاطرة صباحيّة
أُقسم بالله غير حانث
لو علِم الشاب والمسلم عموما أَثَر العِلم في استقامته وهدايته وثباته ويقينه ودعوته وتلذّذه في طريقِ سيْره إلى الله = لصرَف كل وقته وطاقته في سبيل تحصيله والازدياد منه!
كيف لا، وهو الأمر الوحيد الذي أمر الله به نبيّه ﷺ أنْ يَطلب الزيادة منه {وقُلْ رَبِّ زِدْني عِلمًا}!
وفي تأكيد واضحٍ على هذا الأمر يقول الله جلَّ وعلا: ﴿ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم﴾
والمراد بالعِلم هنا = العِلم بالله وأحكام دينه وبراهينه وسُننه، تعرِف الآية فيما نزلَت وفيمن نزلَت، وتعرف الحكم الشرعي بدليله، وتعرف سُنن الله وقوانينه الثابتة في هذا الكون وفي هذه الحياة...إلخ
وهذا هو العِلم الذي سيكون - بفضل الله وتوفيقه - هاديًا إلى الله، ومثبّتًا على دين الله، ومحمّسًا للعمل لدين الله، حتى في أوج الفتن، وأحلك الظروف..
وهو ذاتُ العِلم الذي كان مثبّتًا لنبيّه ﷺ في أول دعوته، وفي عِزّ غُربته: {وإنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عن الذي أوْحَينا إليكَ لِتَفْتريَ علينا غَيْرهُ وإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَليلًا * ولولا أنْ ثَبَّتْنَاكَ لقدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إليهم شيئًا قليلًا}.