وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ (8) لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) } [الغاشية] قال السعدي في تفسيره: وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة { {نَاعِمَةٌ } } أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور. { {لِسَعْيِهَا } } الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله، { {رَاضِيَةٍ } } إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه. وذلك أنها { {فِي جَنَّةٍ} } جامعة لأنواع النعيم كلها، { {عَالِيَةٍ } } في محلها ومنازلها، فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة. { {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} } أي: كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي: حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة. { { لَا تَسْمَعُ فِيهَا } } أي: الجنة { { لَاغِيَةً} } أي: كلمة لغو وباطل، فضلًا عن الكلام المحرم، بل كلامهم كلام حسن [نافع] مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكر نعمه المتواترة عليهم، و[على] الآداب المستحسنة بين المتعاشرين، الذي يسر القلوب، ويشرح الصدور.