أذكرُ جيّدًا
يوم أن ابتلعتنا نارُ الغارة وهي تهطلُ علينا! كمفاجأة العُمرِ الأخيرة
لقد ارتعدنا ليلتها كأنّنا في مشهدٍ من القيامة
اصطفّ جمعُنا تحتَ الأنقاض نتلفظُ دندنة الوداع
قطعَ علينا المشهدُ نشيج أختي
بكاؤها يقول: لا أريدُ أن أموت خنقًا!
لم تحلم أختي يومًا أن يكونَ قبرها هو رُكام بيتنا!
لقد غدت تَرسمُ أحلامها النهدية على جداريات غُرفتها
حتّى طاولة الطعام لم تسلم من بعثرة خيالها الوردي
كيف أخبرُها أنَّ الطاولة الي تحمي رأسها من الحجارة هي نفسها التي لونتها بألوان الدهشة
يطعنني ذلك المشهدُ الحازمِ وأنا أتكومُ بعدَ عامٍ تحت غطاءِ الخيمة التي قضت على ما تبقى من حُلمٍ لنا!
أختي اللطيفة التي تمتلكُ ضحك مجنونة وسط نكبتنا التي شهدتها سماءُ الله
لم تيأس يومًا! إنها تذكرُنا بالعودةِ للديارِ يومًا رغم وحشتها
أمي التي لا تكبُر ملامحها كما يقولون لها! لقد بدت أكثرُ صلابةً وعِندًا بالعودة رغم مآسينا وبشاعةِ حياتنا في خيمة!
تركنا أبي الجميلُ في مدينتنا الأصلية! ودّعناهُ وداعًا يليقُ بجمعنا! على أملِ اللقاء يومًا حينَ تنتهي ضراوة الموت التي سالت علينا على غيرِ عادة!
قال لي يومها: شبيهي الصغير! هُم في رعاية اللهِ قبلك
لا تُلقهم على هامشِ الحياة! كُن لهم الحصن المتين إلى يومِ اللقاء
اتفقنا أن نلتقِ على شُرفاتِ شارعنا ومعنا سلال ورود
منفذًا لوعدي أن أُكبّر لحيتي ليراني بها كما يُحب.
اقتربتِ الذكرى أكثر وأكثر وهانت اللُقيا.
#هلوسات#براء_الخطيب