View in Telegram
يبدأ الواحد منَّا أعماله ومساعيه بحماسٍ وعزمٍ عظيمين، يَبذل جهدَه وجهدًا مضاعفًا وربّما يبلغ في وقتٍ قصيرٍ أكثرَ ممّا طَمح له، ثمّ ما يلبثُ أن يصيبه الفتور أو العُجْب أو التّعب _وهذه حال ابن آدم في معظم أحواله_ فيخْفُت نور تقدُّمه ويركَن إلى حيث وصل وهو يظن أن الموكب سينتظره دون خَطْوٍ؛ ليأخذ أقساط الراحة هذه ويلحق به، مُتوهّمًا أن نفسه ترتاح وتستكين ريثما أعاد لها حماستها الأولى وانطلق من جديدٍ، لكن الإنسان ابن أغيارٍ وابن أحداثٍ فلا يكون ثابتًا على حالٍ ولا شأنٍ، ومن هنا كان حرِيًّا بنا أن نُراقب سيرنا، وكلّ ما لا نتقدم به نحن في تأخر عنه. ومن نظر في أبسط أموره التي لم يزد فيها شيئًا؛ لوجد حتمًا أنه قد تراجع.. فكيف _بالله عليك_ بالإيمان الذي يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، أتَراه ثابتًا على حاله وأنت لم تضف عليه أيّة طاعة؟! ثمّ لهذه الفلسفة المنطقية وجهٌ آخرٌ، فلو أنّ شخصًا بلغ ذروة ما يمكن بلوغه، ماذا عساه بالغٌ بعدها؟! ابن الأغيار يتغير معها.. إذًا لا بدّ أن يقع، أو على الأقل ينحدر من قِمّته، اللهم إلا طريقًا لا قمة فيه، كالذي نُخبر عنه _دون أن نعيه_ في لفظ "إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه"، والثبات على الحال _ليس كالثبات على الحالة_ لا يُدركه البشر، وهذه سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلًا. وقد أفلحَ من راقبَ أين يَحطّ سعيه. • هديل حسين.
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily