البدع في ميزان الشرع
*
*( المولد النبوي نموذجاً )
*
*الرسالة الثانية: حكم البدعة:*
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فلخطورة البدع في الدين فقد حكم عليها شرعنا الحكيم بحكم واضح مبين ألا وهو ( التحريم ) و ( التجريم ) لكل من سولت له نفسه التلاعب بشريعة ( رب العالمين )
قال الله في محكم التنزيل ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾ [المائدة: ٣].
قال الإمام مالك رحمه الله ( من ابتدع في الإسلام بدعة رآها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم﴾ فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم دينا) الاعتصام للشاطبي.
وقال تعالى ﴿أَم لَهُم شُرَكاءُ شَرَعوا لَهُم مِنَ الدّينِ ما لَم يَأذَن بِهِ اللَّهُ﴾ قال السعدي رحمه الله ( من الشرك والبدع وتحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله ونحو ذلك مما اقتضت أهواؤهم ).
وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله ( من استحسن فقد شرع )
قال الروياني - معلقاً على كلام الشافعي - (ومعناه أنه ينصب من جهة نفسه شرعاً غير الشرع ) راجع إرشاد الفحول للشوكاني.
وقال تعالى ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١].
قال ابن كثير رحمه الله ( هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله في أقواله وأفعاله وأحواله ) تفسير ابن كثير.
وقال عليه الصلاة والسلام ( وإياكم ومحدثات الامور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه أبوداود عن عرباض وجاء نحوه من حديث جابر في مسلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( كل بدعة ضلالة قاعدة شرعية كلية بمنطوقها ومفهومها ) فتح الباري.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
وفي رواية مسلم ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ).
قال الإمام النووي رحمه الله ( وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والاختراعات ...وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات ) شرح مسلم.
ولنا عبرة ( بالثلاثة ) الذين أرادوا الطاعة والعبادة فألزموا أنفسهم بأعمال ( شاقة ) صوم بلا فطر وقيام بلا نوم وترك للزواج ، فقال عليه الصلاة والسلام : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
فإذا كان هذا في حق من أتي بعبادات لكنها ليست على هديه وليست على سنته فما الظن فيمن يتعبد الله ( برقص وضرب الدفوف ) أو ( بالتمايل وتحريك الرؤوس ) أو باجتماعات ( يختلط فيه الإناث بالذكور )؟؟
ولا يكون لها ( أصل ولا دليل معلوم ) لا من القرآن ولا من نبينا المعصوم
كما هو الحاصل في ( الموالد )
والذي أصحابه يتجشمون له ( العناء )
وينادون به ( صباح مساء ) ويحشدون له الصغار والكبار والرجال والنساء !
وهو - في حكمهم - من ( البدع الحسان )!!
وبالمقابل هم فيما علموا أنه من ( سنته ) ومن طريقته وهديه في ( عقيدته ومنهاجه ) وفي ( أذكاره وأوراده ) وفي ( طاعاته وعباداته ) يستثقلون ( العمل به )!
ويزهدون في ( اتباعه )!!
وما حرصوا على ( امتثاله )
ولهذا هم ( للبدعة ) أقرب منهم ( للسنة ).
فواعجبا لانتكاسة ( الافهام ) ولتقلب أفئدة ( الانام ).
فاللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على سنة نبيك عليه الصلاة والسلام.
https://t.center/+Q-_mCtex1U50wne5