View in Telegram
ثقافة أهل البيت عليهم السّلام
Photo
↩️⁩ فمثل هكذا رّوايات حينما ترد لا يعني أنّ المؤمن يجب أنْ يكون ذليلاً لأنّهُ يعيش في زمن الغيبة ، هذا الأمر لا يرتضيه البّاري وَ لا يرتضيه أهل البيت وَ لا يرتضيه إمام زماننا "صلوات ﷲ وَسلامه عليه" ، فنحنُ نقرأ في دُعاء النُدبة الشَّريف ونحنُ نخاطب إمام زماننا "عليهِ السّلام" : ( اَيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِياءِ وَمُذِلُّ الاَْعْداءِ ) فأهل البيت "عليهم السّلام" يريدونَ العزة لأوليائهم .. نــــعم .. رُبّما في بعض البُلدان ، في بعض الأزمنة ، في بعض الأماكن ، في بعض الجهات قد يُبتلى المؤمن وَ قد يُحتقَر المؤمن وَلذلك حتَّى عندنا في بعض الرِّوايات : أنّ المؤمن لا يكون المؤمن مؤمناً حتَّى يكون عند النّاس أهوَن وَ أنتَن منْ جيفة حِمار ، في بعض الرّوايات وردَ هذا المعنى ، وَ جيفة الحِمار : تعني الجسد الميت ، فالحِمار إذا ماتَ وَ تعفنَ جسَدهُ يُقال لهُ جيفة .. بالنتيجة هذهِ الرّوَاية لها عدّة وُجوه ، لكن المُراد : أنّهُ رُبّما قد يصِل بهِ الحال منْ التَّحقير وَ العداء في المُجتمع الَّذي يعيش فيه وَ منْ الظَّلَمَة ، يصِل به الحال إلى أن يكون بِهذه الحالة ، فحينئذ عليه أن يصبر ، عليه أن يُسلِّم للذي يُريد البَّاري أن يُجريه عليه ، فما يَجري على المؤمن منْ خَير ظاهري أو منْ شرٍ ظاهري ففيه الخير لهُ كما تقول الرّوايات الواردة عن أهل البيت "صلوات ﷲ عليهم أجْمعين" .. ⁦↩️⁩ فالرّوايات الّتي تتحدث عنْ الشّيعة وتصفهم بهذا الوصف : ( لا تنفكّ هذهِ الشِّيعة حتَّى تكون بمنزلة المَعز ، لا يدري الخابس علَى أيُّها يضعْ يده ، فليسَ لهُم شرفٌ يشرفونهُ ، وَ لا سناد يستندونَ إليه في أمورهم ) ، ( كأنّي بكُم تَجولون جولان الإبل ، تَبتغون مرعى وَ لا تجدونها ، يا معشر الشِّيعة ) في أي حال ؟! في الحال الَّذي لا يتمكنون أن يدفعوا المذلَّة عنْ أنفسهم ، وَ مع ذلك هذا لا يعني أنْ يبقى الشّيعي على مذلته ، لأنّهُ لا يوجد طريق للخلاص !!! ومذلة الشِّيعة منْ أين تأتي ؟!! تأتي منْ عدم عُلقَتهم بإمام زمانهم "صلوات ﷲ عليه وسلامه عليه" ، فلو لَجأنا إلى الإمام الحُجّة "عليه أفضل الصلاة وَالسّلام" ، كما نلجَأ إليه يُلجئنا إلى مَلجأهِ الشَّريف "عليه أفضل الصلاة وَ السَّلام" .. فالشّيعي إذا أرادَ أنْ يتخلص منْ هذهِ المذلَّة [ المذّلة البّاطنية في نفسه ، وَ المذّلة الظَّاهرية ] باللجوء إلى الإمام إمام زماننا "صَلوات ﷲ وَسلامهُ عليه" هو الّذي يُكسب الإنسان العِزّة ، هو الَّذي يكسبهُ الإباء ، وَ لذلكَ أصحاب سيّد الشُّهداء "صلوات ﷲ وَسلامهُ عليه" في يوم الطُّفوف ما ظهرتْ الذلَّة عليهم علَى الرُغم منْ عدم توفُر كلّ الأسباب ، ما توفرَ لهُم وَ لا سبب واحد منْ الأسباب الظَّاهرية للنّصر الظَّاهري ، أو لِخَوض معركةٍ معَ هذهِ الآلاف المؤلفَة ، ولكنّ الإباء والعِزةُ وَ الشَّمَم الّذي كانَ فيهم بِحيث تَهرب الفرسان منْ بين أيديهم وَ فيهم الشُّيوخ ، يخرج الشَّيخ الكبير وَ حواجبهُ قد سقطَتْ علَى عينيه فيرفع حاجبيه بعصابة وَ الفرسان تَفرُّ منْ بين يدَيه ، هل لقوةٍ في بدَنهِ ؟!! أبـــــداً .. فالإباء وَ الشّمم والشُّموخ الّذي كانَ كان يَحملهُ بينَ جنبيه ، وَ هذهِ العِزةُ وَ الكبرياء الَّذي ظهَر للحق فيهم منْ أين اكتسَبوه ؟!! الجواب : لأنَّهُم لَجأوا للحُسين "عليه السَّلام" ، وَ إلاّ لو كان الأمر راجعاً إلى أنفسهم لكانوا مثل الضَحّاك بنُ قيس المشرقيّ ، فهو كان أيضاً في مُعسكر الحسين "عليه السّلام" لكن في أحرج السَّاعات وَ الَّتي كانَ الإمام الحسين "عليه السّلام" يُنادي فيها : هل منْ ناصرٍ ينصرني ، فهو فَرَّ منْ مُعسكر سيّد الشُّهداء ، الضَحّاك بن قيس المشرقي تركَ المعركة و فَرَّ علَى وجههِ كي يُسلم بِجسَدهِ و بِحياته . فالقضية ليستْ لأنّهُم مثلاً كانت فيهم قوة معينة .. أبداً ، لأنّهُم لَجأوا وتمسكوا بسيّد الشُّهداء "عليهِ السّلام" كان فيهمّ ذلك الإباء ، كان فيهم ذلكَ الشَّمَم ، كانَ فيهم ذلكَ الشُّموخ ، وَ ظهَرّ في أفعالهم وَ في أقوالهم .. هذا الإباء لأنّهُم تعلَّقوا بسيّد الإباء ، لأنّهُم تعلَّقوا بمصدرِ ومركز الإباء .. تعلَّقوا بسيّد الشُّهداء "صلواتّ ﷲ وَسلامه عليه" ، فحَملوا هذا المعنى منْ العِزّة وَ الشُّموخ ، حَملوا هذا المعنى منْ عدم الرُّضوخ للبّاطل ، وَ الوقوف مع الحق وَ منْ النطق بالحقّ و منْ الدِّفاع عنْ الحقّ ، لأنّهُم ارتبطوا تَمام معنى الإرتباط بسيّد الشُّهداء 'صلوات ﷲ وسلامهُ عليه" ، لأنَّ قّلوبَهم كانت مُتعلقة بسيّد الشُّهداء وحدَهُ لا بشيءٍ آخر ، لا كَقلوبنا الّتي ترتبط بِهذا الامر وَ بِذاك الأمر ...!! ⁦⬇️⁩⁦⬇️⁩⁦⬇️
Love Center
Love Center
Find friends or serious relationships easily