من آداب الاتصالات اليوم
ومشاكلها في هذا الزمن
بقلم مخلف العلي القادري
================
كان الناس قديما وقبل ثورة الاتصالات يراعي بعضهم بعضاً في مجال الاتصالات فكان الواحد منهم يفكر عدة مرات قبل الاتصال بأي أحد ويسأل نفسه عدة أسألة: هل هذا وقت صلاة أم لا؟ هل الوقت مناسب أم لا ؟ هل ظرفه مناسب أم لا؟ هل هو في عمله أم في بيته؟ ثم بعد ذلك يقرر هل يتصل بمن يريد أم لا.
ولكننا اليوم فقدنا هذه الآداب، وتلاشت كلها من حياتنا، وأصبحت في مهب الريح وخاصة في ظل ثورة اتصالات الانترنت المجانية المفتوحة، والتي جعلت الاتصالات بكل أشكالها ممكنة ومتاحة للجميع صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، بضرورة وغير ضرورة.
ولقد أدى ترك هذه الآداب إلى خلق فوضى كبيرة، فصار غالبنا يعاني منها وخاصة من كان لديه أعمال وارتباطات.
وأصبح المجتمع الآن يواجه مجموعة من المستخدمين لوسائل الاتصال بدون قيود وبدون ضوابط، غير مبالين ولا مكترثين بأي شيء، ولا هَمَّ لهم إلا الوصول لما يريدونه، والتحدث بما تشتهيه أنفسهم، وإشباع رغبتهم في الحديث، أو هوايتهم في النشر، أو حاجتهم في الدعاية والإعلان، أو استعراض مواهبهم وإبداعاتهم.
وليس في ذلك أي حرج في الحقيقة لو قيدناه بالآداب والضوابط العامة والخاصة فيصبح رزيناً متزناً قويماً، أما أن نطلق العنان لذلك مع عدم الاكتراث بشي فهي كارثة اجتماعية وفوضى عارمة تسبب بالكثير من الإشكالات التي لا يشعر بها إلا من يعرف ذلك، وسأذكر أهم الإشكالات التي نتجت عن هذه الفوضى العارمة فمن الصعب الاحاطة بها كلها، ولكن هناك خمس اشكالات تعتبر الأهم وهي:
اهم مشاكل الاتصالات التي نتجت عنها:
=====================
1-ضياع الوقت وفقدان قيمته: مما يؤدي إلى الكسل والخمول لدى الكثير ممن وقع ضحية هذه الفوضى، مما أدى إلى تراكمات على المستوى الخاص والعام وعلى مستوى الفرد والجماعة، فالكثير اليوم منشغلون ولكن للأسف قلة هم المنتجون.
2-ازدياد نسبة الأمراض الجسدية والنفسية: وهذا أمر واضح للعيان وملحوظ لا يخفى على أحد نتيجة كثرة الاستعمال للأجهزة اللوحية وكثرة التعرض للذبذبات لناتجة عن الشبكات، والمهتمين بهذا الجانب يعرفون حقيقة ما أقول.
3-كثرة الخلافات الزوجية والأسرية: وهذا أيضا من أهم النتائج التي اكتسحت المجتمع اليوم، فكم من بيوت خربت وأطفال شردت بسبب الانشغال بهذه الاتصالات، دون مبالاة مما يؤدي إلى ضياع الحقوق والواجبات فتنتج الخلافات.
4-التراجع في المستوى العلمي لدى الطلاب: وهذا أيضاً واضح للعيان، فانتشار الاتصالات لدى الجميع وخاصة الطلاب، أدى إلى انشغال العقل والقلب بأمور كثيرة جداً، تؤدي بمجملها إلى غباء وإهمال وجهل مطبق يعاني منه المجتمع.
5-الاضطراب العلمي والتشتت الفكري والديني: وهذه من المشاكل الهامة ، فالكثير من الناس اليوم يعاني من اضطرابات علمية وتشتت في الأفكار فكل يوم تجده في فكر وفي مذهب وانتشر الالحاد والتذبذب بسبب ما يتلقونه من تشويش بسبب الاتصالات.
هذه خمس مشاكل أساسية نتجت عن انتشار الاتصالات بهذا الشكل، وكثرة الاستعمال لها بدون قيود وضوابط، ولو أردنا تعداد الجميع لما وسعنا الوقت، وهناك الكثير من الباحثين ممن كتب في هذا، إضافة إلى أبحاث كثيرة يمكن الاستفادة منها.
ومهما تكلمنا حول هذا الموضوع فلا يمكن بأي حال من الأحوال ضبطها، لأن الناس صارت تعتبر الاتصالات جزء من حياتها وكما قلنا سابقاً ليس هذه المشكلة، فالاتصالات فعلا أصبحت جزء رئيسي من الحياة لكن المشكلة هي في القيود والضوابط.
ومن أهم الأمور التي أحب أن اختم بها مقالتي هذه هي بيان بعض آداب الاتصالات الهامة التي يحتاجها من لم ينجرف وراء هذه الفوضى.
نعم الاتصالات هي جزء من حياتنا ولكننا نريدها مقيدة منضبطة مفلترة، فإن كنت عاجز عن ذلك في التعامل معنا فأرحنا منك ومن اتصالاتك، إما ان تلتزم بالآداب معنا وإلا فأرحنا منك وأرح نفسك منا.
وأنصح نفسي كما أنصح جميع الإخوة والأخوات بالالتزام بهذه الآداب في تعاملاتهم واتصالاتهم ففي ذلك الخير للجميع ، ومن أهم الآداب الواجب مراعاتها:
اهم الآداب التي يجب مراعاتها في الاتصالات:
=========================
1- مراعاة أوقات الصلاة والدروس العلمية: هناك بعض الناس يتصل بأي وقت يحلو له، ومن شدة غفلتهم وانجرافهم وراء الفوضى، ينسى أوقات الصلاة واوقات الدراسة، وكم نسمع رنين الهواتف في صلوات الجماعة وصلاة الجمعة والدروس أيضاً، فالواجب علنيا مراعاة هذه النقطة بشكل دقيق جداً، احتراما لحرمة الصلاة والعلم.
2- يجب مراعاة فارق التوقيت: بين بلدك وبلد من تتصل عليه، فلعل الوقت عندك نهار ويكون عند غيرك ليل، ولعلك في أول الليل وغيرك في آخره، فيجب عليك مراعاة فرق التوقيت، ومما أنصح به من له اتصالات مع دول كثيرة تفعيل برنامج الساعة العالمية في جواله وتعرف توقيت الدول التي تتعامل معها.