جاءَ السَّائبُ بن الأقرع إلى عمر بن الخطاب يُبشِّره بالنَّصرِ في معركة نهاوند! فقالَ له عُمر: النُّعمانُ أرسلكَ؟ وكان النُّعمان بن مُقْرنٍ قائد جيش المسلمين في المعركة! فقالَ له السَّائبُ: اِحْتَسِبِ النُّعمانَ عند اللهِ يا أمير المؤمنين فقد استشهد! فقالَ له عمر: ويلكَ، ومن أيضاً؟ فعدَّ السَّائبُ أسماءً من أعيان الناس وأشرافهم، ثمَّ قال: وآخرون من أفناء الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين! فبكى عمر وقال: وما ضرهم ألا يعرفهم عمر ؟! إنَّ الله يعرفهم!
في غزَّة الألوفُ من الذين لا يعرفهم أحدٌ، ولكن يكفيهم أنَّ الله يعرفهم! مئاتُ الكيلومترات من الأنفاق حفرها الذين لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر! عشراتُ ألوفِ الصَّواريخ صنعها الذين لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر! أطنانٌ من قذائف الياسين اختلطتْ حشواتها المتفجِّرة بعرقِ رجالٍ لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر! ألوفٌ من عبوَّات الشَّواظ صُنعتْ بينما كنتَ تلهو! صنعها رجالٌ لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر! قنَّاصةُ الغول فخرُ الصِّناعة القسَّاميّة صنعها رجالٌ لا يعرفهم إلا ربُّ عُمر!
أنتَ لم تُشاهدْ إلا المشهد الأخير من الحكاية، ولكنَّ ربَّ عُمرَ كان شاهداً على كلِّ شيءٍ! أنتَ لم ترَ إلا بسالة الالتحام والمواجهة، ولكنَّ ربَّ عُمرَ كان شاهداً على آلاف ساعات التَّدريب! أنتَ لم ترَ إلا ثباتَ قوَّاتِ النُّخبة، ولكنَّ ربَّ عُمرَ كان شاهداً على سنواتٍ من غرسِ العقيدة والإعداد الفكريِّ والنَّفسيِّ! أنتَ رأيتَ صمودَ النَّاسِ، ولكنَّ ربَّ عُمر كان شاهداً على عُقودٍ من برامجِ تحويل غزَّة من مدينةٍ إلى مسجد! أنتَ رأيتَ صفوةَ الحُفَّاظ، وألوفاً يسردون القرآن في جلسةٍ واحدةٍ، ولكنَّ ربَّ عُمر كان شاهداً على الجُهدِ والوقتِ والمالِ الذي بُذِلَ لترى أنتَ هذا المشهد! أنتَ رأيتَ الشَّهيدَ السَّاجد، إنَّ للهِ عِباداً شاءَ أن يُظهرهم، وله عِبادٌ شاءَ أن يُخفيهم، ألوفٌ لم يوثِّقْ أحدٌ لحظة استشهادهم، لم يُسجِّلْ أحدٌ آخر أصواتهم وهم يقولون: اللهُمَّ خُذْ من دمنا حتى ترضى! ولكن يكفي أنَّ ربَّ عُمر رأى وسَمِعَ! شبابُ كمين الزَّنةِ أنتَ لم ترَ إلا أياديهم، ولكنَّ ربَّ عُمر يعرفهم، ومعهم مئاتٌ من أبطال الكمائن الأخرى، غادرنا أبطالها خِفافاً دون أن تُسلَّطَ عليهم الأضواء، ودون أن يأخذوا نصيبهم من التَّصفيق، هكذا هي بعض البطولات قدرها أن تبقى خبيئةً إلى أن يُظهرَ ربُّ عُمر أصحابها على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، يُبعثون بجراحهم، اللون لون الورد، والرِّيح ريح المسك!
يُحدِّثنا الإمام الذَّهبيُّ في كتابه تاريخ الإسلامِ بفخرٍ أنَّه كان في جيشِ هارون الرَّشيد عشرونَ ألفَ مجاهدٍ لا يكتبون أسماءهم في ديوان الجُند، ولا يأخذون مرتَّباتهم، كي لا يعلمهم أحدٌ إلا الله! للهِ غزَّة، وللهِ قسَّامُها، واللهِ إنَّ بعضهم كانوا يحفرون طوال الليلِ، فإذا أذَّنَ الفجر، خرجوا بغبارهم إلى المساجد، ثم عادوا إلى بيوتهم، فناموا ساعتين، ثم استيقظوا وذهبوا إلى جامعاتهم ووظائفهم! أنتَ لا تعرفهم، ولكنَّ ربَّ عُمر يعرفهم!
كم تعثرت الخُطى فاكتشفنا بعدها أن في تلك العثرة استقامتنا!
وكم كُسرتْ قلوبنا فاكتشفنا أن جبرها كان في كسرها!
وكم فارقنا أشخاصاً فاكتشفنا أن الخير كان في أن لا نبقى!
وكم خسرنا وظائف فاكتشفنا أن العطاء يسبقه الحرمان!
وكم خُذلنا في مواضع طمأنينتنا فاكتشفنا أنَ الكسر في أول الطريق أيسر منه في آخره!
لولا الجُبّ ما كان يوسف عليه السلام ليجلس على كرسي الملك،
ولولا الدموع على أبواب مكة ما كان الفتح،
ولولا إفلات القافلة ما كانت بدر ولا جاء النصر،
هكذا هي رحمة الله أحياناً تأتي مغلفة بالوجع فإذا ما انكشفَ لنا الحجاب، عرفنا أن ربَّ الخير لا يأتي إلا بخير!
وقس على ذلك كل حدث في حياتك
وآخر الأحداث مايحدث في غزة العزة فهي وإن تألمنا. واخذتنا العبرات ولهجنا بالدعاء وامتلأت حناجرنا غصص لعدم القدرة على النصره لهم ففي أيدينا الدعاء. والمقاطعه الدعاء سلاح المؤمن كما قال عليه الصلاة والسلام فالله هو الناصر تأكدوا تألمنا ودعاؤنا نصر لهم وهو حق من حقوق الأخوة البسيطه التي تجب لهم
أن ترجع الى الله بالتوبه نصر لهم أن تحسن مابينك وبين الله نصر لهم وعكس ذلك كله تأخر في النصر تأكدوا من ذلك .
إذا أراد الله أمرًا هيَّأ أسبابه، لا تسأل كيف! لله قدرته العظيمة وإن استحالت الأسباب بنظرك ووقف دون حاجتك الناس، سيجعلهم الله سبباً في إتمام حاجتك وبلوغك لها، وإن كرهوا ذلك، فلا مانع ولا غالب لأمره سُبحانه.
✍دخل الطبيب الجراح للمستشفى بعد أن تم استدعاؤه لإجراء عملية فورية لأحد المرضى 👈 وقبل أن يدخل غرفة العمليات واجهه والد المريض وصرخ في وجهه : ⬅️ لم التأخر⁉️ 👈إن حياة ابني في خطر⁉️ أليس لديك إحساس⁉️
⏮ فابتسم الطبيب ابتسامة فاترة وقال :
👈 أرجو أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي 👈وكن على ثقة أن ابنك سيكون علي ما يرام !! 👈 فرد الأب : ما أبردك يا أخي‼️ 👈لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ⁉️ 👈ما أسهل موعظة الآخرين⁉️
◀️ تركه الطبيب ودخل غرفة العمليات 👈 ثم خرج بعد ساعتين على عجل 👈 وقال لوالد المريض : ⏮ لقد نجحت العملية❗ 👈والحمد لله ، وابنك بخير ❗ 👈واعذرني فأنا على موعد آخر❗ 👈ثم غادر دون أن يحاول سماع أي سؤال من والد المريض‼️
↩ ولما خرجت الممرضة سألها الأب : 👈وما بال هذا الطبيب المغرور⁉️ 👈 فقالت : 👈لقد توفي ولده في حادث سيارة❗ 👈 ومع ذلك فقد لبى الاستدعاء عندما علم بالحالة الحرجة لولدك‼️ 👈وبعد أن أنقذ حياة ولدك كان عليه أن يسرع ليحضر دفن ولده‼️
⏮ "هناك قلوبٌ تتألم ولا تتكلم فلا تحكم على شيء قبل أن تعلم ..‼️
في إحدى قرى (سُديْر) بنجد منذ حوالي ثمانين عاما ً يقول الراوي الأستاذ حمد السنيد: كانت القرية صغيرة وليس بها سوى مسجد واحد وبالقرب من المسجد مزرعة فيها شاب طائش منحه الله صوتاً عذباً لكنه أشغل المصلين وأهل القرية بغنائه الذي لاينقطع ليلاً أو نهاراً والمشكلة أنه لايحلو له الغناء إلا إذا صعد المؤذن سطحَ المسجد ليؤذن أو إذا شرع الإمام يقرأ .. استدعوه وجهاء القرية ووبخوه ونهروه فلم يرتدع فرفعوا أمره لكبير القرية أو أميرها كما كان يُسمى آنذاك فأحضره وجلده وأخذ عليه تعهداً فلم يزده ذلك الا عتواً وعناداً لم يكن أمام وجهاء القرية إلا أن يرفعوا أمره لقاضي سدير الشيخ (العنقري) ومقره مدينة المجمعة فكتبوا خطاباً للشيخ ذكروا فيه : حاملُ خطابنا اليكم هو – وذكروا اسمه كاملاً- وهو شاب طائش أشغلنا بكثرة غنائة الذي لايحلو له إلاَّ وقت الأذان وإقامة الصلاة .. وقد حاولنا معه أن يرتدع بشتى الوسائل فلم يرتدع ونرجو منكم أن تتخذوا معه ماترون وقرروا أن يقوم هو بإيصال الخطاب استدعوا الشاب وطلبوا منه أن يسافر إلى المجمعة ويسلم الشيخ العنقري الخطاب ويعرفه بنفسه وينتظر منه الجواب .. فرح الشاب بهذه المهمة لأنه سيقابل الشيخ ولأنهم وعدوه بأجرٍ مجزٍ فقد يكون ريالاً أو نصف ريال .. وانطلق من ساعته حتى وصل الى المجمعة وسأل عن بيت الشيخ فدلوه عليه بسهولة.. دخل على الشيخ بعد صلاة العشاء وسلم عليه ثم سلمه الخطاب وعرفه بنفسه وقال له : أبيك تعطيني الرد لأن جماعتي ينتظرونه .... فرد عليه الشيخ العنقري قائلاً : أنت جاين من مكان بعيد وأكيد إنك جايع .... تعش وعين خير ياولدي وأحضر له ماتيسر من الطعام.. فتح الشيخ الخطاب وقرأه أكثر من مرة ثم التفت الى الشاب وقال له : تدري وش مكتوب بالخطاب ياولدي فأجابه الشاب : لا والله ياشيخ ..انا ما اعرف أقرا ولا أكتب .. فقال الشيخ : لكنك تعرف اتأذِّنْ فرد الشاب : نعم أعرف ولله الحمد.. فقال الشيخ : سمعني علشان أتأكد أسرع الشاب ورفع الأذان بصوت عذب ارتاح له الشيخ كثيراً... ثم قال له : إسمع ياولدي جماعتك مرسلين لي يبوني أوافق على تعيينك مؤذِّناً لمسجدهم فهل توافق أنت رد الشاب بسرعة : نعم ياشيخ موافق من هالحين .. أصدر الشيخ العنقري قراره بتعيين الشاب مؤذناً لمسجدهم بخطاب وطلب منهم أن يتابعوه ويرفعوا عنه إذا ما أخلَّ أوقصَّر بتنفيذ ما أوكل إليه وسلم الخطاب للشاب .. فوجئ أهل القرية بقرار الشيخ لكنهم لم يجدوا بداً من تنفيذ ما أمر به ومن حسنِ حظ الشاب أن المؤذن عندهم شيخٌ كبير في السن ، ويصعب عليه الصعود إلى أعلى المنارة ذات الدرجات الطويلة والملتوية ليرفع الأذان ويكتفي بالأذان فوق السطح وهذا لايوصل الأذان بعيداً، والشاب يستطيع ذلك .. باشر الشاب عملة مؤذنا واستمر في هذه المهنة الشريفة حتى توفاه الله بعد خمسين عاماً ( رحمه الله واسكنه فسيح جناته ).
*الحكمــــه* بالذكاء وحسن الاداره تستطيع حل اي مشكله مهما كانت كبيره فكر وادرس وقرر ونفذ ومن ثم تصل للحل بدون خساير .
هل خطر ببالك يوما ماذا يرى الأعمى؟ ستقول ببساطة الموضوع سهل سأغمّض عيني!
للأسف كلامك خطأ.. عندما تغمض عينيك أو تكون بغرفة حالكة الظلام ستظل في مقدار ثابت من الاستثارة العصبية لمستقبلاتك الضوئية، وعصبك البصري سيستمر بإرسال تدفقاته العصبية للمخ .. وهذا يجعلك ترى اللون الأسود.
في الحقيقة الأعمى لا يرى شيء ! هو فاقد عصبه البصري أصلاً.. يعني حتى اللون الأسود لا يراه .. كأن أطلب منك أن ترى من خلال خدّك أو إبهامك؟؟ هل سترى لون أسود؟ لا لن ترى شيء أصلاً.. نفس الفكرة الأعمى لا يرى شيء.. "أعرف إن مجرد تخيل الأمر صعب "!
سؤال آخر.. لا أعرف إذا كان قد خطر ببالك.. الإنسان الذي يوُلد أصم .. بأي لغة يفكر داخل عقله؟ لما سألوا الصُمّ كان الجواب: نفكر بأصواتنا الداخلية. "بصراحة الجواب غير واضح" ! لأن أصواتنا الداخلية تكون انعكاسا للغتنا الأم.. فكيف يكون لهم أصوات داخلية غير خاضعة لأية لغة؟! " مجرد تخيل هذا الأمر كذلك صعب "
أدركت مع الوقت لماذا يذكّرنا القرآن بنعم عادية بالنسبة لنا.. يذكرنا بالنعم الرئيسية وبالحد الأدنى منها.. ونحن نمر على آياتها مرور الكرام دون أن نتمهل لنتفكر كيف لو كانت حياتنا بدونها..؟
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ) ! مثلاً: سورة النحل لم تحكِ عن نعمة البيوت الفاخرة ولكنها حكت عن نعمة وجود معنى البيوت أصلًا، وقدرتها على منح الشعور بالطمأنينة والسكينة! "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا".
أو مثلا سورة الرحمن لم تحكِ عن نعمة العلوم المعقدة والشهادات الثمينة ولكن حكت عن أمر أبسط من ذلك بكثير، مجرد القدرة على التبيين والإيضاح وشرح مكنونات النفس للآخرين.. "خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ".
أو مثلا سورة النجم التي لم تسرد مستويات معقدة من السعادة ولكنها أشارت إلى الطيف الواسع المتباين لمشاعرك البشرية البسيطة "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ"،
ولم تتكلم عن نعمة الأموال المكدسة والمقتنيات الفارهة ولكنها لفتت الانتباه إلى وجود معنى (الاقتناء) والتملك ذاته! "وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ".
لا يوجد شيء يستدعي العجب عندما تنتهي سورة النجم بسؤال توبيخي من طراز خاص:
تقول إحدى الأخوات : كنت في يوم من الايام أنظف بيتي ، فجاء ابني وهو طفل وأسقط تحفة من الزجاح فانكسرت ! فغضبت عليه أشد الغضب لأنها غالية جداً ، واهدتني إياها أمي ، وأحبها وأحبُّ أن أحافظ عليها .. ومن شدة الغضب دعوت عليه فقلت : ( عسى ربي يطيح عليك جدار يكسر عظامك ) تقول الأخت : مرت السنين ونسيت تلك الدعوة ، ولم أهتم لها ، ولم أعلم أنها قد ارتفعت إلى السماء ! كبر ابني مع إخوانه وأخواته ، وكان هو أحبَّ أبنائي إلى قلبي أخاف عليه من نسمة الهواء ، وكان بارّاً لي أكثر من إخوانه وأخواته . درس وتخرج وتوظف ، وأصبحت أبحث له عن زوجة وكان عند والده عمارة قديمة ، ويريدون هدمها وبناءها من جديد . ذهب ابني مع والده للعمارة وكان العمال يستعدون للهدم, ، وفي منتصف عملهم ذهب ابني بعيداً عن والده ولم ينتبه له العامل فسقط الجدار عليه !! وصرخ ابني ثم اختفى صوته . توقف العمال وأصبح الجميع في قلق وخوف !! أزالوا الجدار عنه بصعوبة ، وحضر الإسعاف ,، ولم يستطيعوا حمله لأنه أصبح كالزجاح إذا سقط وتكسر ، حملوه بصعوبة ونقلوه للعناية المشددة !! وعندما اتصل والده ليخبرني ، سقطت مغشية عليَّ ، وحين استيقظت كأن الله أعاد امام عيني تلك الساعة التي دعوت فيها عليه من سنوات طويلة وهو طفل ، وتذكرت تلك الدعوة ، وبكيت وبكيت حتى فقدت وعيي مرة أخرى . ولم استيقظ إلا في المستشفى ، فطلبت رؤية ابني ؟ رأيته ، وليتني لم أره في تلك الحالة ! وفي تلك اللحظات توقف جهاز القلب ، ولفظ ابني أنفاسه الأخيرة . صرخت وبكيت وأنا أقول : ليته يعود للحياة ، ويكسر تحف البيت جميعها ، ولا أفقده . ليتني أصبحت بكماء ولا دعوت عليه تلك الدعوة ليت وليت وليت ، ولكن ليتها تنفع كلمة ليت ! 🔹يقول الزمخشري : كنت ألعب بعصفور وأنا طفل صغير، فقطعت رجله بخيط ! فقالت لي أمي وهي غاضبة : قطع الله رجلك قال : فلما كبرتُ أصاب رجلي داء فقُطعت . 🔹وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله يشكو إليه عقوق ولده !! فسأله إبن المبارك : أدعوت عليه ؟ قال : نعم قال : إذهب فقد أفسدته . رسالتي لكل أم وأب : لاتتسرعوا في وقت غضبكم بدعائكم على أبنائكم استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم وعودوا ألسنتكم بالدعاء لإبنائكم بالتوفيق والهداية لا بالدعاء عليهم واعلموا أن الدعاء على أولادكم لا يزيدهم إلا فساداً وعناداً وعقوقاً وأول من يشتكي مِن هذا العقوق هو أنتم يا من تَسرَّعتم عليهم بالدعاء فلا تدعوا على أولادكم، ولكن ادعوا الله لهم أن يُصلحهم ويهديهم
يقول الإمام الشافعي : " لولا اشتغالي بالفقه وحاجة الناس لي فيه ، ل اشتغلت بالطب " .. فلماذا تشعر بالفتور والوجل والخوف ؟ يا بنيّ ، والله لو أنني متّ ألف مرة ، وعدت إلى الحياة ألف مرة ، وخيّرت بين كليات العالم أجمع .. لما اخترت سوى كلية الطب !! فبسمة ترسمها على وجه مريض خير لك من الدنيا وما فيها ... ولأن تصغي إلى مريض يبثك شكواه .. ثم تصف له العلاج الناجح بإذن الله تعالى ، لهو خير لك من مال الدنيا ونعيمها.. ولربّ دعوة في ظهر الغيب يرسلها إليك مريض – شفي بإذن الله تعالى على يديك – لأجدر بالإجابة من ملايين الدعوات.. لا تقل إن الطريق طويل .. وأنت ما زلت تحبو في أوله ..!! ولا تقل إن الطب خصم عميق .. وأنت تتعثر على شاطئه .!! فإذا دخلت مخابر كلية الطب فسبّح الله .. وإذا سمعت عن آيات الله في جسم الإنسان فوحّد الله ..وإذا نظرت إلى تكوين الإنسان فمجّد الله .. وإذا قلّبت النظر في علوم التشريح والنسيج والجراثيم وغيرها ، فتذكر صنعة الخالق العظيم .. فالطب محراب كونه بديع .. كل شيء في الوجود يسبح الله ... فكيف بهذا الإنسان الذي يقول عنه ربنا في محكم كتابة : " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " .. وماهي الا سنوات قليلة لنتواجد في المشفى كطلاب.. يشكو إلينا المرضى أوجاعهم .. نسمع إليهم .. نخفف عنهم ..نتبسم في وجوههم .. نمنحهم الأمل بالشفاء بإذن الله تعالى .. وفي كل ذلك خير عظيم .. تسمع دعوات المرضى تنهال عليك بالرضا والثناء من كل مكان..ألم يقل مولانا جلّ في علاه : " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " ؟ فمن أنقذ مريضاً بإذن الله من المرض فكأنما أحيا مليارات من البشر ! فاستعذ بالله من وساوس الشيطان .. وفي كل حرف تقرؤه لوجه الله تعالى . أخلص النية في كل عمل ..وأتقن كل ماتعمل .. تنقلب دراستك إلى عبادة خالصة لوجه الله تعالى
أنا عارفه أن الامانة ثقيلة، لكنني أؤمنُ أن الله لا يهبُ الثّقلَ إلا لـ قلوبٍ صلبة ربّنا رحيم، ولايكلّف نفساً إلا وسعها أبعد حزنك جانباً وأعزم على أن تكمل المسير،
لله درّ أهل الطب ، لله سهرهم وتعب أجسادهم . لو كان طريق الطب مُعبّداً سهلاً لصار الجميع أطباء ؛ لكنه جبل أشمّ لا يقوي عليه إلا أصحاب الهمم والعزائم القوية الذين اصطفاهم الله واختارهم لهذه المهنة العظيمة .
فامضِ يا طالب العلم في طريقك علي بركةٍ من الله ولا تلتفت لأقوال المثبطين المرجفين ♥️⚡
إياك والتأخر عن الصلاة، إذا سمعت الأذان، القِ قلمك، اختم الاجتماع، إنهِ الجلسة، انتهى الأمر، الله أكبر من كل شيء، وصلِّ بخشوع فكل ما ينتظرك أقل شأناً من الصلاة، ونصيبك من الدنيا ينتظرك، أنت أعطيت الدنيا ساعات فهب لله دقائق.