#الشيخ_محمد_بن_إبراهيم_آل_الشيخ
▪️حرمة تصوير ذوات الأرواح
قال الشيخ العلامة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله:
«تصوير ما له روح لا يجوز ، سواء في ذلك ما كان له ظل ومالا ظل له، وسواء كان في الثياب والحيطان والفرش والأوراق وغيرها، هذا الذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة كحديث مسروق الذي في البخاري : قال سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون )
وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ماخلقتم .
وحديث ابن عباس رضي الله عنه قال : سمعت محمد صلى الله عليه وسلم يقول : ( من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ) .
فهذه الأحاديث الصحيحة وأمثالها دلت بعمومها على منع التصوير مطلقا ، ولو لم يكن في هذا الباب سواها لكفتنا حجة على منع التصوير الإطلاقي.
فكيف وقد وردت أحاديث ثابتة ظاهرة الدلالة على منع تصوير ما ليس له ظل من الصور منها حديث عائشة رضي الله عنها وهو في البخاري : أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالباب فلم يدخل، فقالت (أتوب إلى الله عما أذنبت ، فقال ما هذه النمرقة ؟ فقالت لتجلس عليها وتوسدها ، قال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيو ماخلقتم ، و إن الملائكة لاتدخل بيتا فيه الصور).
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي في السنن وصححه الترمذي وابن حبان ولفظه : أتاني جبريل فقال : اتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه على الباب تماثيل ، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل ، وكان في البيت كلب ، فمر برأس التمثال الذي على باب البيت يقطع فيصير كهيئة الشجر ، ومر بالسر فاليقطع فاليجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن ، ومر بالكلب فاليخرج ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ومن هذه الأحاديث وأمثالها أخذ أتباع الأئمة الأربعة وسائر السلف ( إلا من شذ ) منع التصوير ، وعمموا منع في سائر الصور ، سواء ماكان مجسدا ، وماكان مخططا في الأوراق وغيرها كالمصور في أصل المرآة وغيرها مما يعلق في الجدران ونحو ذلك ..»
📚 مجموع الفتاوى : ج١ ( ١٨٣ - ١٨٨ )