غض البصر، وتذكرة لنفوسنا..
--
تذكري أختي..
أن غض البصر الذي أمِرنا به كنساء يشمل الشّيخ والمعلّم وابن خالتك وابن عمتك والزميل في الجامعة والبائع في الدكّان.. ومن باب أولى يشمل مذيع الأخبار والممثّل والمغنّي والصحفي وغيرهم..
لا خلاف بين العلماء على أن النظر للأجنبي (ولو لمِا ليس بعورةٍ) إن كان بشهوة لا يجوز، إنما خلافهم على النظر الذي بغير شهوة هل يجوز أم لا..
يعني استمرارك في النظر لوجه الرجل الأجنبي (أياً كان) بعد أن وجدته حسن الشكل لا يجوز، إتْباعُك النظرةَ الأخرى له وأنت تنظرين إلى ما تجدينه حَسَناً منه لا يجوز، تحديقُك بممثّلٍ لاستحسانكِ شكلَه لا بجوز، توقُّفُك لثوانٍ مع صوره على السوشال ميديا، تدقيقك في وجهه في المقطع كذلك، وبالطبع فإن نشر تلك صور والتعليق عليها والتفاعل معها ينطبق عليها ذات الأمر..
كثيرٌ من ذلك يتطلب مراقبتك أنتِ فقط لنفسك، ملاحظتك لسلوكياتك وثواني يومك، وقرارك الخاص بإلغاء متابعة هذه الصفحة أو الخروج من تلك المجموعة أو حذف ذاك الإعلان أو إلغاء متابعة تلك الشخصية أو حتى تلك الصديقة..
وهذه النقرات على بساطتها هي جهادٌ لنفسك يراه الله ويثيبك بإذنه عليه، فتذكّري أجر مجاهدتك لنفسك وحفظك لقلبك..
وتذكري.. أن الله الذي أمر الرجال بغضّ البصر أمرنا نحن النساء بذلك أيضاً فقال تبارك وتعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}..
وسبحان الله وله الحمد على تشريعاته الحكيمة الرحيمة، سبحان ربّنا الخبير بنا، فغضّ البصر الذي أُمرنا به هو واحدٌ من الأحكام العظيمة التي تحفظ قلوبنا ويرحم الله بها ضعفنا، فيمنعننا عن التعلّق المؤذي بالبشر الذي يُذهِب طاقتنا ويهدر عواطفنا فيما لا طائل منه، له الحمد سبحانه لأنه يحفظنا كفتياتٍ مسلماتٍ عن أهوائنا ويعتني بنا ويوجّهنا لخير دنيانا وآخرتنا وطمأنينة نفوسنا، والمنظومة الإسلامية التي تأمر بغضّ البصر هي ذاتها التي توفّر للفتاة الإشباع العاطفي بشكل فطريٍّ نقيٍّ وسليم يناسب حاجتها له بتيسير الزواج النقيّ الطاهر والتركيز على أهميّته والتشجيع عليه أوّل ما تكون الفتاة مستعدّةً له.
وإن كان الذي نراه اليوم من معاناة كثيرٍ من الفتيات من شحنةٍ عاطفيةٍ غير مشبعةٍ سببه الأساسي هو الثقافة المجتمعية الفاسدة والإفقار الممنهج الذي يؤخر الزواج ويعسّره، إلى جانب نشر الصور السيئة والمشاهد المفسدة في الأفلام والمسلسلات وغيرها.. فإننا اليوم نصبر لحكم ربنا ونتّقيه، ونتعامل مع الواقع كابتلاءٍ علينا فيه تنفيذ أمر ربنا ونحن مقرّون بأن أسبابه البعيدة المتراكمة هي البعد عن منهجه الذي نريد لمجتمعنا كلّه الخلاص بالعودة إليه.
أعاننا الله جميعاً على طاعته..
-----
(عموم الكلام في هذا المقال ينطبق وبشكلٍ أوسع على الرجال لكنني أرى هذه النقطة أقل ذكراً للنساء)
#رسائل_في_الأمومة_والأنوثة_والحياة