وهَب الله تعالى سليمان عليه السلام المُلك وسخّر له الريح تجري بأمره حيث يشاء ، وسخّر له الجنّ يسوقهم بِمَنْسَأتِه الخاصة ، ثم يصفه الله تعالى بعد هذا المُلْك العظيم بأنه ..
" نِعْمَ العبد إنه أوّاب "
ثم ابتُليَ أيوب عليه السلام بالمرض بلاءً عظيماً حتى هجَره القريب والبعيد واستقذر منه الناس .. ثم قال الله عنه ..
" نِعْم العبد إنه أواب "
القضية ليست في مُلك سليمان ولا في فقر أيوب ..
ليست فيما مَلكتَ أو فيما فَقدتَ ..
ليست في حُبّ التجارة واستثمار الأموال ولا في الزهد فيهما
فحبّ المال فِطرة
وحيازته قوّة
وامتلاكه خير على خير
بل في قلبك حين تُبتلى بالغِنى أو الفقر ! أو الصحة أو المرض ! أو العطاء أو السّلْب ..
في الغِنى والعطاء قلبُك مع الله
وفي الفقر والمرض قلبُك مع الله
الله تعالى هو مَن يُعطي ويمنع ، وهو مَن يخفض ويرفع ، وهو مَن يقدّم ويُؤخر ، وهو مَن يشفي ويبتلي .. وأنت تنساق مع القدَر حيث ساقك بكل رضا ..
فتلك عبودية القلب التي أثنى الله بها على سليمان وأيوب عليهما السلام ..
اختلفا في العطاء ، واتّفقا في العبودية ..