إلى المتعثرة خطاهم في طريقِ حفظِ القُرءان ،
رسالة إليكَ من حافظٍ لكتابه :
ما نلنا مُرادنا في أيامٍ وردية؛ كانت أيام اختبار صدقٍ عظيمة حتى وصلنا، فلو تصر على الوصول يا صاحِبي تصل!💛
مما تقرر في أدبيات هذه الشريعة: أن الصلاة على النبي من أنفع ما يُستعان به عند مواضع الهم والشدائد و كثرة الذنوب وطلب المغفرة.
وكثير من أحزان الناس وكرباتهم وهمومهم= ذنوب منسية. وكثير من الناس يعيشون في ضيق إثر عقوبات يُعاقبون بها من حيث لا يشعرون.
فمن كان يرجو مغفرة ذنبه؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. ومن كان يرجو ذهاب حزنه وكربته؛ فليكثر من الصلاة عليه. ومن كان يرجوهما معًا؛ فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. وأصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأُبي عند أحمد والترمذي: إذن تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك.
وأعظم أزمنة الصلاة على نبينا وأرجاها أثرًا إن شاء الله ليلتنا هذه من مغربها ويومها غدًا إلى مغيب شمسه.
قال رسول الله ﷺ، قال الله تعالى: «أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكًا، فهو للشريك. يا أيها الناس! أخلصوا أعمالكم لله؛ فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خَلُص له، ولا تقولوا: هذا لله وللرحم، فإنها لرَحمه، وليس لله منها شيء، ولا تقولوا: هذا لله ولوجوهكم؛ فإنها لوجوهكم، وليس لله فيها شيء».
الفاتحة.!♥️ كما إن الله تعالى جمع في الفاتحة الشفاء لكل أدواء القلوب، ففيها شفاء لكل أمراض الأبدان ولا بد. وما دام أنها أم الكتاب وفيها اجتماع معانيه فهو أم الشفاء وأصله. ومن رزقه الله اليقين بما جعل الله فيها من الشفاء لم يقلق من أي مرض مهما صاح الأطباء بخطورته واستفحاله وعضاله، وكان باليقين بها مثل من عنده مرض يسير ودواء،مجرب مطرد فهو لا يهتم عند نزوله به لأن الدواء قريب والبرء به لا يتخلف.
• تبدأ السورة بمطلعٍ عظيمٍ يعرض مشهدا من مشاهد العبودية التي يشترك في أدائها مخلوقات السماوات والأرض، ألا وهي عبودية التسبيح لله العزيز الحكيم.
• ثم تأتي الآية الثانية للحديث عن ذلك الذي استحق تسبيح الخلق كلهم، لتعرِّف بأفعال الله في خلقه، والتي تتجلى فيها عزته وحكمته (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم..)، "هو" الذي أخرجهم لا غيره، ومن عزته أن أنفذ فيهم حكمه رغم أنه كان مستبعدا في مقاييس الخلق (ما ظننتم أن يخرجوا)، ثم (ولولا أن كتب "الله" عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا)، لكن حكمته اقتضت غير ذلك، وتغيرت كل مجريات القصة وفقا لذلك، فالآيات -كما نرى- تحدثنا عن الله وصفاته قبل أن تحدثنا عن قصة بني النضير، ومن الخطأ أن يقع بصرك عند القراءة على تفاصيل الحدث، قبل أن تنظر لمدخل القصة (هو الذي أخرج) وإشارتها الصريحة للتأمل في صفات الله الذي سبح له ما في السماوات وما في الأرض.
• وتستمر الآيات إلى آخر السورة، لا تكاد تجد آيةً إلا وفيها إشارةٌ لصفات الله، وكأن السورة كلها انطوت تحت ذلك المدخل (هو الذي) فجاءت بمزيد تعريفٍ به، فهو الذي أخرج أهل الكتاب، و"هو الذي" كتب عليهم الجلاء، و"هو الذي" عقابه شديد، و"هو الذي" أذن بقطع اللينة، و"هو الذي" يسلط رسله على من يشاء، و"هو" على كل شيء قدير.. وهكذا في كل الآيات، التي تشعر عند قراءتها أنك لا تزال تحت سطوة التسبيح في أول السورة، وأن كل ما تقرأه بعد ذلك شواهد على عظمة الله وكمال صفاته المنزهة عن النقص.
• حتى يأتي ذلك المقطع الأخير المهيب، الذي تنتقل به الآيات من التعريف بأفعال الله إلى التعريف الصريح العظيم بأسماء الله، (هو الله) وهو (الرحمن الرحيم)، و(هو الملك القدوس السلام..)، و(هو الخالق البارئ المصور)... في مقطعٍ هو من أعظم مقاطع القرآن، لا تنهيه إلا وقد امتلأ قلبك تعظيما وتنزيها، ونظرا لكمال الله وحسن صفاته، وفهمت شيئا من استحقاقه لذلك التسبيح الذي لا تزال تستحضره.
• ثم تجد الآيات تقودك في آخرها إلى ساحة التسبيح مرة آخرى، وتذكرك بشهادة من في السماوات والأرض به من جديد. • وكأن غاية السورة هي التسبيح الذي افتتحت واختتمت به، وما بين ذلك بدءا من (هو الذي أخرج) حتى (هو الله)، إنما هو بيانٌ وتعريفٌ تأخذك السورة بواسطته من تلابيبك لتكون من المسبحين.. فسبح باسم ربك العظيم.
«كانت الجمادات تتصدع من ألم مفارقة الرسول ﷺ، فكيف بقلوب المؤمنين؟ وكان الحسن -رحمه الله- إذا حدَّث بهذا الحديث بكى، وقال: "هذه خشبةٌ تحن إلى رسول الله ﷺ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه"»..
اللهُمَّ صلِّ على مُحَمَّد وعلى آل مُحمّد كما صليت علىٰ إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ اللهُمَّ بارك علىٰ مُحَمَّد وعلى آل مُحَمَّد كما بارَكت على إبراهِيم وعلى آل إبراهِيم إنك حميدٌ مجيدٌ