Share
قُل لِي بِرَبُك مَنْ لْكَ؟!
تهـاني الشـريف
نظرتُ لذاك الجريح فتعجبت
لذراع الساعد حبيست رصاصة الخائن؛ حبيسة مازالت تسري المسار “تأملت تلك العظمة تألمت” في ذات اللحظة أيامًا وليالي! رصاصة من حديد تمكثُ ساعد الوريد!
(قُل لِي بِرَبُك) أَيُّهَا المُجَاهد الجريح من كان بجانبك؟ فأنْتَ لا أُمًا تُبكيك وتفخر فيك، ولا أَبًا يعينك ويعتز بك، ولا أخوة تحويك وتحمل عنك؟!
قُل لِي بِرَبُك من لك وأنْتَ من الأسرة مقطوع؟ لا بيتًا يأويك؟!
من لك ولك ولك (قُل لِي بِرَبُك مَن لْكَ)..؟!؟
قال: لقد كان بجانبي “الله” ،
وأمي هي تلك المرأة المقدمة فلذات أكبادها منهم من هو المجاهد والتالي جريح والآخر شهيد، تلك المرأة اليمنية الصابرة المجاهدة المفتخرة بي، وأبي ذاك الرجل الطيب الَّذي كسى الشيب شعرهُ، هو ذاك المرابط على صخرة الشرف وعن الهدف ماعطف، وأخوتي هم أولئك الأبطال الَّذين يقيدون هزائم الأعداء بمعجزات السماء التي صدمت الأصدقاء!! إن كُنتُ من “الأسرة العائلية” مقطوع فأنا من “المسيرة القرآنية” مقطوف وبيتي في جبهات الصمود..
ألم تريه؟!
إنَّهُ علـى تِلك العطوف فِي وسط الكهوف أمسي بهِ أناجي النجوم،
أستيقظ أتقنص غازي الصفوف ومن كان ناوي شرِّ المكيد!
وقلتُ لكِ سابقًا والآن لاحقًا لي ولي ولي “الله” .
“أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون”..
هذا هو ولي الله، مازالت رصاصة الساعد حبيست الوريد قُل لِي كم من الآلام تحملتها وكم من الآهات كتمتها وكم من الأيام حملتها؟!
ومازلت في المستشفى تُجاهد وكأن لا وجود لها، مازلت تساعد تلك الأم وذاك الأب وهذا الأخ وهذه الأخت وتتابع أمورهم وماذا تريدوا بماذا أساعدكم أبشروا بعزكم أحنا هُنا من أجلكم وساعدي وكُلي فداءً لأرواحكم!!
كم “أنذهلت”
وظليت وكم “تمنيت” أن أقف إجلالًا لعظمة موقف المشهد!
مشهد مُحاط بالإيمان يتوسطهُ نور من الأخلاق وحُبّ بذل الخير والإحسان!
“تخيلتُ” لو أن كان الموقف هذا لأحد أولئك المتعجرفين بأسم المسيرة الَّذين يقعدون كراسي المناصب!
الَّذي يُقال فيهم لا ولاكم الله على مسلم!!
ماذا لو كانوا مكانه بتلك الأخلاق من بعد التضحية وألم الضحية الَّذي مازال يرسمُ البسمة على ثغر أبناء شعبهِ قائلًا لهم فقط: أدعوا لي بأنّ يكتب الله لي عمرٌ من جديد بعد “عمليتي الجراحية لأكمل عمليتي الجهادية”!
لم يطلب الدعاء ليعيش؛ بل ليعاود جهاده!
موقفٍ بعد موقف يزيد في عظمة جهاده.. يرتقي بحكمة حديثه وصدق إيمانه: هو دليل إخلاصهُ لدينه حيثُ أنهُ لم يُفكر ولو للحظة واحدة بنفسه وروحه!
لماذا؟!
لأنَّهُ أتى مسيرة القرآن تحرير تحرير
عزم وإصرار كان للتغيير من منظومة التسبيح والتهليل لا منظومة التدريب والتأهيل،
إنَّه هو الحُسيني
المؤمن العباسي الَّذي قدم مواقف تشفي صدور المؤمنين؛
هو أعظم رجال الميدان إنه هذا البطل أصدق رجال الأخلاق والإيمان هو ذاك الجبل الصامد.
سلام الله على رجال التنكيل
سلام الله على رجال التنزيـل
سلامٌ عليك وعلى روحك الثائرة، سلامٌ سلام أبعثهُ لجرحك الطاهر.
#اتحاد_كاتبات_اليمن.