3⃣5⃣2⃣ {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}: ذكر الله تفضيل بعض الرسل على بعض لأمور منها: لأن لا يغلط غالط فيسوّي بينهم في الفضل، كما استووا في الرسالة؛ ومنها أن يبيّن أن تفضيل محمد عليهم كتفضيل من مضى من الأنبياء بعضهم على بعض؛ ومنها: إن الفضيلة قد تكون بعد داء الفريضة، وهذه الفضيلة المذكورة ههنا هي ما خصّ كل واحد منهم من المنازل الجليلة، نحو كلامه لموسى بلا سفير، وكإرساله محمدًا إلى الكافة من الجن والإنس. وقيل: أراد التفضيل في الآخرة، لتفاضلهم في الأعمال، وتحمل الأثقال. وقيل: بالشرائع فمنهم من شرع، ومنهم من لم يشرع.
{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ الله}: أي كلّمه الله تعالى، وهو موسى عليه السلام
{وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}: أراد به محمدًا صلى الله عليه وآله، فإنّه تعالى فضّله على جميع أنبيائه، بأن بعثه إلى جميع المكلّفين من الجن والإنس، وبأن أعطاه جميع الآيات التي أعطاها من قبله من الأنبياء، وبأن خصّه بالقرآن الذي لم يعطه غيره وهو المعجزة القائمة إلى يوم القيامة بخلاف سائر المعجزات، فإنها قد مضَت وانقضت، وبأن جعله خاتم النبيين، والحكمة تقتضي تأخير أشراف الرسل لأعظم الأمور.
{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}: أي أعطينا عيسی(عليه السلام) الآيات الواضحات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص.. وقيل أن الروح القدس هو جبرائيل (عليه السلام)..
______
📚 مختصر من كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن - الفضل بن الحسين الطبرسي (رض)