أيّها الصيادلة، ثمّ خبر عظيم يثلج صدوركم؛ فقد تساقطتِ الأقنعةُ، وكُشف وجهُ العالم الحقيقي بلا محسّنات، وما كان يُقال همسًا، قيل جهرًا، ولم يعد للأخطاء القديمة موضعًا...
تطل علينا الإحصائيات العالمية مزيلة الستار عن المهن التي تحظى بأعلى درجات الثقة.
فكانت المهنة التي تبوأت مكانًا عليًا" مهنة الصيدلة" وبنسبةٍ مدهشة تبلغ 96%، تلتها مهنة التمريض بنسبة 95%، ثم مهنة الطب بنسبة 93%.
ولطالما وطّنتُ قلمي لمثل هذا، ليس نقدًا أو تقليلًا من شأن أحد، إنّما هذه الأرقام تفرضُ نفسَها علينا وتدفعُنا إلى تأملٍ عميق.
وما بين أسبابٍ نعلمُها وأمورٍ خفية تظلُّ الحقيقةُ جليّةً ولا يمكنُ تجاهلها، ألا وهي أنّ لكل مهنةٍ دورًا فريدًا، ومن أجلِ تأديةِ الدور تحتاجُ إلى لزومِ الصدقِ في المراجعةِ للوصولِ إلى تكاملِ حقيقي يخدمُ الإنسانَ والمجتمعَ على حدٍّ سَواء.
فأعظِم بصاحبِ مهنةٍ كانَ أوفرَ حظًا في الأمانةِ مِنها في غيرها!
إلى ذَوي المِهن، عَليكم أنفسَكم، فاحترموها، فإنّكم إن فعلْتم نشأ احترامُ مهنتِكم فيكم، وكنتُم غيرَ مفرّطين في ثقةٍ مَنحكَم إيّاها العالمُ.
فلا يدعنَّ أحدُكم أنْ يتحكّم المالَ في رسالتهِ فيُسيءَ الزمنُ سيرتَه.
أيّها الصيادلةُ، مباركٌ لكم هذه الثقة العالمية التي وُضعتْ بين أيديكم.
#زايد_الشامي.