الوعد ...الحق
*********
في كليه الطب جامعة الإسكندرية تدخل الدكتورة المدرج ..
الدكتورة : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جميع الطلبة بصوت واحد : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
.
الدكتورة : ازيكم عاملين ايه ؟ كل عام و انتم بخير . النهارده أول يوم دراسي في الترم الثاني و من حسن حظي اني هكون معاكم الترم ده….. قبل ما اعرفكم بنفسي أو أقول أي حاجة … احب أقولكم أن أي حد ظروفه صعبة أو مش هيعرف يشتري الكتاب بتاعي يكتبلي ورقة بعد المحاضرة و يبعتهالي مكتبي و أنا هعفيه من شراء الكتاب بإذن الله
.
فرد أحد الطلاب قائلاً : ازاي يا دكتورة ؟… ده كل الدكاترة اللي قبل حضرتك قالولنا اللي مش هيشتري الكتب هيشيل المادة
.
الدكتورة بابتسامة : أنا مليش دعوة بأشخاص أنا بتكلم عن كتابي أنا
.
رد أحد الطلاب ضاحكاً : كده يا دكتورة كل الطلبة هتبقى ظروفها صعبة و مفيش حد هيشتري الكتاب خالص
.
ضحكت الدكتورة قائلة : مفيش مشكلة انا مسامحة و هحكيلكم قصة حلوة بما انها أول محاضرة ليا معاكم
ثم بدأت تقص عليهم
من 20 سنة قبل انتو ما تتولدو كان فيه سواق ميكروباص اسمه أحمد عبد التواب عنده بنت في أولى طب في سنكم بالظبط
عندما تنتهى فاطمة من الكلية تذهب الموقف إلى والدها الذي يأخذها في الميكروباص مع الركاب ليوصلها لبيتهم الصغير جداً في دمنهور … و في الطريق تحدثت فاطمة لوالدها و قالت له : أنها تحتاج 500 جنيه في الغد لكي تشتري بعض الكتب و لشراء جهاز قياس الضغط و بالطو أبيض ..
.
فيرد عم أحمد قائلاً: لازم بكرا بكرا يا بنتي ؟
فاطمة : آه والله يا بابا الدكاترة اللي طلبو مننا كده
عم احمد و هو لا يعرف كيف يدبر المبلغ : ربنا يسهل الحال يا بنتي …. خلاص روحي البيت اتغدي انتي و ذاكري و أنا هسهر شوية في الشغل .
فاطمة بخوف : بلاش النهارده يا بابا الجو وحش و شتا جامد
عم أحمد : ربنا هو الحافظ يا بنتي .
ثم أَنْزَل الركاب في موقف دمنهور و أَوْصَل فاطمة إلى المنزل و ذهب إلى الموقف مرة أخرى.
.
ظل عم أحمد يحمل الركاب في سيارته من العصر حتى الساعة الثانية صباحاً..
حتى لم يري ى ركاب في موقف الإسكندرية لينقلهم لدمنهور ، فاضطر أن يمشي بسيارته فارغة دون أي ركاب بعد أن جمع لابنته فاطمة
300 جنيه فقط من الفلوس التي طلبتها منه.
.
و في الطريق وقف أحد الرجال مرتديا ً بدلة سوداء و قميص أزرق و كرافتة ، بيضاء يشاور لسيارة عم أحمد و كأنه يستغيث به… وقف عم أحمد بالميكروباص . فقال له الرجل : ممكن توصلني دمنهور و هديلك اللي انت عاوزه
.
ركب الرجل بجانب عم أحمد في الأمام فقال له الرجل : معلش يا اسطى أنا مش معايا فلوس ممكن توديني لحد البيت و هحاسبك والله.
لم ينظر عم أحمد إلى بدلة الرجل الغالية و لا لشياكته و أناقته و يتساءل كيف لرجل مثله يلبس أغلى الملابس و ليس معه أي فلوس.. و إنما قال له : فلوس ايه بس يا أستاذ ربنا يحفظك
.
نظر الرجل لعم أحمد و قال له : و انا مروح طلع عليا شوية بلطجية سرقو عربيتي و رموني مكان ما شوفتني كده.
عم أحمد بدهشة : معقولة… طب نروح نعمل محضر يا أستاذ
رد الرجل قائلاً : محتاج بس أروح البيت أغير هدومي و أطمن زوجتي و أولادي و أطلع على القسم أعمل محضر بالواقعة.
عم أحمد : مش مهم العربية و مش مهم أي شيء ، المهم انك بخير… الفلوس بتروح و تيجي يا أستاذ
.
و لما وصل عم أحمد إلى دمنهور و اتجه إلى بيت الرجل ليوصله إلى باب بيته.
قال له الرجل : استناني بالله عليك يا أحمد هغير هدومي و آجي معاك القسم أعمل بلاغ بسرقة العربية.
عم أحمد : حاضر أنا في انتظارك يا بيه
دخل الرجل و بعد أقل من دقيقة سمع عم أحمد صوت الرجل و هو يصرخ الحقني يا عم أحمد الحقني..
جري عم أحمد إلى البيت مسرعاً : في ايه يا بيه.. في ايه؟
.
الرجل و هو مرعوب : أنبوبه الغاز مسربة و زوجتي و أولادي غايبين عن الوعي … انقلهم معايا للعربية بسرعة..
فأخذ عم أحمد الطفلين مسرعاً إلى الميكروباص و حمل الرجل زوجته إلى السيارة واتجهوا إلى مستشفى دمنهور.. و تم انقاذهم .. خرج الرجل بعد أن حمد الله كثيراً و هو يقول لعم أحمد : أنا مديون ليك بحياة عيلتي أنا تحت أمرك في أي وقت.. ثم أخرج بعض الفلوس لعم أحمد فرفضها عم أحمد قائلاً : يا بيه والله ما انا واخد حاجة … حتى لو ما كانتش عربيتك مسروقة أو حصل اللي حصل مكنتش هاخد منك فلوس برده .. عارف ليه يا بيه؟
فاستغرب الرجل قائلاً : ليه يا عم أحمد
فقال عم أحمد : أنا اشتريت الميكروباص ده من 20 سنة.. زوجتي فرحت بيه أوي الله يرحمها و اتفقت معايا ان كل يوم و أنا مروح آخر حمولة تبقى لوجه الله علشان ربنا يحفظني و يحفظ طريقي و يبعد عني ولاد الحرام
@stories_adjective