قسوة التخمة
مأساة لاهور..
كانت في زهرة شبابها لم تعرف من الحياة شيئاً غير البؤس والشقاء، اسمها أزما وهي فتاة باكستانية في الـ18 من عمرها من عائلة فقيرة احتاجت للمال، فاضطرت عائلتها بالموافقة على عمل ابنتهم كخادمة في منزل إحدى العائلات الثرية المكونة من زوج وزوجته وابنتيه الشابتين في منطقة لاهور
كانت أزما تنام بغرفة الغسيل الصغيرة وسط ضجيج المكائن وبرودة السطح
كانت تطبخ وتغسل الملابس وتنظف البيت وغيرها من الخدمة.
ثمانية شهور مرت وهي تعمل بصمت هناك
وحين تزورها عائلتها للسؤال عنها تجيبها ربة المنزل أن أزما ليست هنا مسافرة لمدينة أخرى وسط استغراب الأسرة الفقيرة التي رأت تسلط تلك الأسرة وتصرفاتهم المريبة تجاه ابنتهم !
لم يدر بخلد عائلة أزما أي مكروه قد يحدث لابنتهم التي ائتمنوا الأسرة عليها
على الرغم من ظهور تصرفات غريبة لم تجد الأسرة لها تفسيرا
ففي كل زيارة لا يجدون ابنتهم ..
يخبرونهم أنها مسافرة أو في الخارج لقضاء بعض الأمور
فتعود عائلتها لمنزلهم البعيد على أمل رؤيتها مرة ثانية
لكن الحقيقة المرعبة أن أزما كانت بالمنزل !
حبيسة لتلك الغرفة الصغيرة لا تتحرك ولا تتكلم
تعذب تبكي بنحيب صامت
لكن لا أحد يسمعها !
حتى حدثت المأساة التي صدمت المجتمع !
ففي أواخر شهر يناير الماضي عُثر على جثة أزما في أحد المجاري
كانت آثار التعذيب بادية في كل أنحاء جسدها ، قطع لسانها ، كسرت عظامها ، آثار كدمات مروعة في وجهها وأنحاء جسدها ، وصعقت بالكهرباء !
تم القبض على الأسرة وأحد أقاربهم الذين اعترفوا بتعذيبها طوال ثمانية أشهر والسبب .. أن أزما كانت تأكل قليلاً من الطعام الخاص بهم!
كانت تمد يدها لتذوق اللحم بالكاري!
هذا هو عذرهم القبيح الذي قتلوا بسببه فتاة في زهرة عمرها
بعد وفاتها انتشرت مقاطع فيديو مسربة للفتاة في آخر لحظاتها وقد ظهرت ترتجف معذبة تطعمها إحدى بنات الأسرة وسط قهقهاتهم وضحكاتهم
تم القبض على القاتلات وطالب المجتمع بمعاقبتهم بحزم أمام الملأ وما زالت القضية في المحكمة