من الواقع
**البُـــــــــــر.. سلــــــف🌾
يحكي أحد الشباب أنه في يوم من الأيام ذهب إلى منطقة مجاورة يحمل كرت دعوة لزواج يريد توصيله لعائلة بينه وبينهم قرابة.وصل إلى البيت المراد وقرع الباب مرة وأخرى وقال :عندما هممت بالرحيل سمعت صوتآ خافتآ وكأنه آت من بعيد..من..من؟
رديت عليه أنا فلان.
وطلب مني أن أطلع،وما أن انتهيت من درجات السلم الإ وكانت المفاجأة رجل كبير السن ..هزيل الجسم،مقطوعة إحدى رجليه يزحف لمقابلتي. رحب بي وسألني عن أحوال الكثيرين من الأقارب ودعاء لنا بالتوفيق ثم انتقل للحديث عن حاله فكانت كلماته كخنجر احسست بطعناته. وخلاصة كلامه أن لديه أربعة من الأبناء المتزوجين ولديهم مزرعة يعمل معظمهم فيها فيأخذون الأسرة بالكامل إليها منذُالصباح الباكر إلى أول العصر أما هو فيقضي النهار وحيدآ
وعلى هذا الحال مايقارب ال عشر سنوات..قال :خرجت من عنده والألم يعتصرني ولم أصبر فوجدت نفسي أمام ابنه الأكبر ناصحآ ومعاتبآ لهم على تركه لوحده كل ذلك الوقت فكان جوابه لي مختصرآ (خلك في حالك).
توفي ذلك الرجل وبعد سنوات التقيت بذلك الولد ،كان يحدثني والعبرة تخنقه قائلآ:بعد وفاة والدي سقطت على الدراجة النارية وجلست شهرآ في البيت والكل من حولي ومع ذلك عانيت ماعنيت وتذكرت والدي فزادت معاناتي
ومنذ ذلك اليوم لم يتوقف عذاب الضمير
ولم يتوقف التفكير فيما ينتظروني!