نقل سماحة السيد العم – آية الله السيد هادي المدرسي- أنَّه في مطار النجف الأشرف، سلَّم عليه رجلٌ محترم، طويل القامة، بغترةٍ عربيةٍ أنيقة، ومعه من يرافقه، فقال: اسمح لي أن أقبِّلكَ في موضع خاص! يقول، قلت باستغراب: أين تقصد؟ قال: الأصابع التي تمسك بها القلم للتأليف. قلت: ولم؟ قال: لأن لك كتاباً كان سبباً في تغيير حياتي. قلت: وكيف ذلك؟ قال: كنتُ شاباً ضائعاً، لا هدف لي، ولا اعرف واقعي، ولا مستقبلي، غير مستقر على فكرٍ أو رأي، فأهدى لي صديقٌ هذا الكتاب، ففتح لي آفاقا، وساعدني على تلك التحديات، وجعلني ما أنا عليه الآن. - وهو ؟ مسؤول ثقافي في عملٍ إسلامي. قلت: وأي كتاب تقصد؟ قال: المؤمن في معادلات الصراع. قلت: سبحان الله، للتو انتهيتُ من مراجعة الكتاب، وهو الآن معي حتى يعاد طباعته..
..
أقول: من الكتب التي انصح بها الشباب، سواء في بداية مسيرتهم في القراءة، أو بعد الاطلاع على مجموعة من الكتب، هو كتاب (المؤمن في معادلات الصراع)، اذ انه رغم قلة صفحاته، الا انه يجيب عن تساؤلات هامة، ويضع للإنسان النقاط على الحروف، وخصوصاً الفصل الأول (الصراع) والأخير (بين خطوط الضغط، وضغط الخطوط)، فما من شابٍ الا ويعاني من بعضها، وفي الكتاب خطواتٌ عملية لتحييد تلك الضغوط، والمساعدة للسير في طريق الرشد والكمال. ورغم أن فائدته للبعض أكثر من الآخر، لدقة بعض بحوثه وكونها عَمَلية أكثر منها نظرية، إلا ان فائدته عامة
وهو من الكتب الذي شخصياً انتفعتُ به، فليس من الكتب الذي تغذّي الانسان بالمعلومات الجديدة فحسب، بل يهدف الى تنميته، ورسم مسارات أمام الانسان في مواجهة التحديات الحياتية.
نسبها الشريف: . أم البنين هي فاطمة بنت حزام ، بن خالد ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن كلاب ، بن ربيعة ، بن عامر ، بن صعصعة الكلابيّة ، فهي تنحدر من بيت عريق في العروبة و الشجاعة ، و قال عنها عقيل بن أبي طالب : ليس في العرب أشجع من آبائها و لا أفرس . زواجها: تزوَّجها مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، بإشارة من أخيه عقيل بن أبي طالب لكونه عالماً بأخبار العرب و أنسابهم ، نسب ابوها: وهو أبو المجل بن خالد ، بن ربيعة ، بن الوحيد ، بن كعب ، بن عامر ، بن كلاب ، فولدها لها منه : العباس و جعفر و عبد الله و عثمان ، قتلوا مع الحسين ( عليه السلام ) بكربلاء ، و لا بقية لهم غير العباس أم البنين و الشعر كانت اُم البنين شاعرة فصيحة ، تخرج بعد مقتل الحسين ( عليه السَّلام ) و مقتل أولادها الأربعة كلّ يوم إلى البقيع و معها عبيد الله ولد ولدها العباس ، فتندب أولادها ـ خصوصاً العباس ـ أشجى ندبة ، فيجتمع الناس فيسمعون بكاءها و ندبتها ، و كان مروان بن الحكم على شدّة عداوته لبني هاشم يجيء في مَن يجيء ، فلا يزال يسمع ندبتها و يبكي
ولائها للإمام الحسين ( عليه السَّلام ) كانت أم البنين تحب الحسين ( عليه السَّلام ) و تتولاه إلى حدّ كبير يفوق المألوف ، و مما يدلّ على ذلك موقفها البطولي لدى وصول خبر إستشهاد الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) إلى المدينة ، الموقف الذي لا ينمحي من ذاكرة التاريخ أبداً ، هذا الموقف الذي رفع من شأنها و منحها منزلة رفيعة في قلوب المؤمنين . فإنّ عُلْقَتِها بالحسين ليس إلاّ لإمامته ( عليه السَّلام ) ، و تهوينها على نفسها موت مثل هؤلاء الأشبال الأربعة إن سَلِمَ الحسين ( عليه السَّلام ) يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة ، و إنّي اعتبرها لذلك من الحسان إن لم نعتبرها من الثقات . ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ .