يقول الرجل العجوز :
حمامة بنية اللون
أخذت من أصيص الزرع الفارغ
الموجود على شرفتي عشا لها .
وضعت فيه بيضة صغيرة و جلست فوقها
بعد فترة ولد هذا الفرخ الصغير فبت أراقبه ليلا و نهارا و بدأت أمه تطعمه من فمها و أنا بدوري كنت أضع لها قليلا من الماء
و قليلا من بعض البقوليات
إلا أن هذه الحمامة بعد مدة تركت وليدها و لم تعد تأتي إليه حاولت أن أقدم له بعض الماء
و بعض الخبز المنقوع بالماء
كي يبق على قيد الحياة
و مع هذا كنت لا أراه يأكل شيء مما أقدمه له سبحان الله لا أدري كيف كان ينمو و يكبر ...
إلى أن جاء يوم و رأيت هذا الفرخ الصغير أصبح طائرا لا بأس بحجمه يقف على سياج الشرفة .
المسكين من خوفه كان تارة ينظر إلى الأسفل و تارة ينظر إلى الأعلى ثم يعود إلى أصيص الزرع حيث مكان ولادته .
في صباح اليوم
خرجت إلى الشرفة كي أتفقده كالعادة
و المفاجأة أنني لم أره
فرحت بأنه استطاع أخيرا الطيران
و لكن بذات الوقت حزنت على فراقه
فقد كان ونيسي الوحيد في هذا العالم المتجمد
شعرت بغصة في حلقي و أنا أنظر إلى الأصيص الفارغ لا أدري لماذا
ربما لأنني تذكرت زواج ابنتي الوحيدة
عندما تركت بيتي و رحلت عني ....
دمتم سالمين