٢ تشرين الثاني ٢٠٢٤ "مُنذُ كنتَ طفلة، أخبرني والدي بأنَّني كنتُ أقوى من أقراني، فأمي قد أنجبتني أقوى مما تظن. عندما بلغتُ الشهر الرابع من عمري، صدمتُ الجميع بمدى عزمي، وما أن بلغتُ الشهر التاسع حتى بدأتُ السير على قدميَّ بشكل غير طبيعي، حتى أنني لم أكن كباقي الأطفال ، هذا ما أعطى الجميع فكرة بأنَّني الأقوى، والحقيقة أنَّني لا أمرض بسهولة أبداً وهذا ما كنتُ أحسد عليه دائماً، ففي ظل انتشار الأمراض الخطيرة وإصابة الجميع كنتُ الشخص الوحيد السليم ، لطالما أخبرني الجميع بأنني دائماً ما أستجمع شتات نفسي في الأوقات الصعبة، وتساءل البعض كيف يمكنني أن أكون بذاك الصمود حتى! ،لكن تلك القوى أو ما يدعونها، في النهاية لم تكن إلا نقمة في حياتي وليس نعمة كما أعتقدها البعض ، لذا كنتَ أنتَ الوحيد الذي سمح لي بإخراج ضعفي أمامك وعدم التظاهر بالقوة ، أنتَ من علَّمني بِأنَّ البكاء ليس دليلاً على ضعف، وأن الإنسان يحتاج إلى سند ينتشله من قعر البؤس فكنتَ أنتَ ذاك السند ، علمتني أن الاعتراف بالألم يساعد على التخلص منه، وأن في لحظات المرض يجب عليك الاعتناء بنفسك جيداً لأنها أكثر اللحظات وحدة ، كنتَ أنتَ من كسر نمطية المثالية التي كادت تدمر حياتي، كنتَ أنتَ الضوء الذي جعل ظلامي يظهر بوضوح، كنتَ أنتَ فقط 🤍"