View in Telegram
«علم النفس ما بين المنهج الإسقاطي والاتجاه الدوائي "الإكلينيكي"» علم النفس سابقًا كان تحت مظلة الفلسفة، والفلاسفة كانوا هم علماء نفس بطبيعة الحال إلى أن فُصل على يد فونت الألماني بإنشاء أول معمل تجريبي.. وانتقل حينئذ من المرحلة الاستنباطية والاسقاطية للمرحلة التجريبية والمعامل.. يتوسطهم المدرسة التحليلية التي على رأسها فرويد بمنهجه الشهير أن كل دوافع الإنسان تعزى للغريزة.. ثم تبعت الانفتاحة المعملية عدة مدارس أشهرهم المدرسة السلوكية، والتجارب على الحيوانات وأشهرها تجربة بافلوف على الكلاب.. والربط بين المثيرات وردود الأفعال. (مقدمة بسيطة مختصرة ينقصها ربما توضيح لكن توضيحاتها في كل الكتب المختصة بعلم النفس تقريبًا) علم النفس الإكلينيكي: فرع من فروع علم النفس مرتبط بالمجال الطبي يدرس أثر الوراثة والبيولوجيا والاختلالات الجسمية على سلوكيات الإنسان وردود أفعاله.. كل التفسيرات هنا بتخضع لاضطرابات جسمية بحتة أحيانًا بيشترك معها عامل نفسي لكنه ليس بالمؤثر الأساسي، وبالتالي علاجها دوائي في المقام الأول.. الهوس/الضلالات، الوسواس القهري كاضطرابات عقلية.. المراحل المتقدمة من اضطراب الـ ADHD كاضطراب سلوكي، اللي بيكشف عنه بالتعاون مع طب الأعصاب أنه بيكون بسبب خلل في الوصلات الكهربية في الدماغ.. فالخلل ده يعالج بأدوية وضبط التصرفات ببرامج سلوكية لها خلفية عن أسباب المرض والمرحلة اللي بيكون فيها الطفل مع الأدوية بتواصل دائم مع الطبيب. علم النفس في المقام الأول يهتم بتفسير سلوكيات الإنسان وسبب أفعاله وارتباط المثير بالفعل.. ثم بيتفرع لعمليات أشد خصوصية بالتفكير والإبداع والذاكرة والإدراك.. فيدخل في عمليات التعلم وعلاقة ذكاء الإنسان العام بعملية التعلم فيدرس صعوبات التعلم وأسبابها وطرق التغلب عليها، والتربية من توضيح للفروق الفردية واستراتيجيات وأفضل الطرق للتعامل مع نفسية الطفل وتنشئته.. ثم يرتقي للجوانب المهنية وأثر بيئات العمل على انتاجية الإنسان، نمو الإنسان الجسدي والنفسي وأثر التكامل بينهم في وجود شخصية سوية أو غير سوية.. شخصية الإنسان والعوامل المكونة للشخصية وسبب التمايز بين الشخصيات. لينتج عدة فروع: علم النفس الاجتماعي، الصناعي، السياسي، العسكري، الإداري، الإكلينيكي، علم نفس الشخصية، سيكولوجية الطفل والنمو، سيكولوجية المراهق والمسنين، علم نفس ذوي الاحتياجات الخاصة، علم نفس الإدمان بتفرعاته للإدمان السلوكي أو الكيميكالي.. التوجه العام لعلم النفس حاليًا نحو المجال الإكلينيكي/ السريري.. لا ينفي دخول علم النفس في كافة التخصصات والمجالات الأخرى التي بطبيعة الحال شبه مهملة. من أول الذكاء وقدرات الإنسان لأخص خصائصه في بيئات العمل وتفسير الظواهر الجماعية والفردية والبحث خلف سلوكياته في البيت والعمل منفردًا أو في جماعة، في الدراسة والتنشئة، ميله للغضب أو الهدوء، الميل للاكتئاب أو للتفاؤل، وضع الإنسان في الطفولة والشباب والشيخوخة. أسباب الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية، فيجيب عن سؤال هل يصاب الإنسان بالأمراض النفسية والعقلية لأنها وراثية أم هي أثر الضغوط البيئة.. إن كان السيكاتري "الطب النفسي" يقدم العلاجات الكيميائية فعلم النفس يبحث خلف الظاهرة وليكن كمثال "طيف التوحد Autism spectrum" وأسبابها وتفادي حدوثها، وكيفية التعامل مع المصابين بيها، والأعراض الظاهرة، وأسباب حدوث نوبات الغضب والتعامل معها، الطرق المناسبة للتعلم وقياس مستويات الذكاء، والذاكرة السمعية والبصرية والبرامج التعليمية اللي هتكون مناسبة تبعًا لما سبق قياسه.. تعديل السلوكيات اللاإرادية، والتعامل مع التصرفات الفجائية، الكشف عن تحسسهم من الأوضاع الجديدة، وتغير المزاج مع فصول السنة.. والأهم العمل على تنمية القدرات العقلية اللي بيلغيها الاضطراب، وزيادة حصيلة الكلمات، وتنمية التكامل الحسي والقدرة على التعبير.. باختصار محاولة خلق فرصة لتحسين أحواله لأفضل صورة تكون عليها وقبلهم كلهم كيفية الكشف عن الاضطراب ده بعينه وموعد ظهوره وأعراضه الأولية اللي نقول منها أن الطفل ده مصاب بطيف توحد والنسب التي يوجد بها والقصور اللي هيتكون بسبب الاضطراب وأوجه الاختلاف بينه وبين الإنسان الطبيعي ودرجاته وتباين درجة الإصابة.. جانب الاضطرابات الإكلينيكية مجرد جانب من جوانب كتير.. طول ما الإنسان موجود فكل جوانب حياته تحتاج لتفسير وتبيين وبحث خلف السلوكيات.. بالتالي علم النفس موجود بوجود الجنس البشري متطور بتطور أوضاعه يستجد فيه قدر استجداد أحوال معينة على البشر.
Telegram Center
Telegram Center
Channel