View in Telegram
«وإن فريقًا من الناس ليستبطئون الطريق.. طريق الدعوة طويل الذي لا يغيّر الأحوال في سنوات قليلة، وقد لا يغيرها في جيل واحد من الزمان، إنما يحتاج إلى جهد متواصل في أكثر من جيل.. فأما الذين يستبطئون الطريق وهم مصرون على الإسلام لا يرضون به بديلًا لأنهم يعرفون أنه الحق، ويعرفون أنه خير الدنيا والآخرة، فهم يفكرون في حلول سريعة لعلها تكون أقدر على تحقيق الأمل المنشود في فترةٍ قصيرةٍ من الزمان.. وأما الذين يستبطئون الطريق والإسلام ليس همهم الأول، أو ليس همهم على الإطلاق.. فيقولون: وما لنا ألا نأخذ "الحلول الجاهزة" فننهض سريعًا من كبوتنا.. فأما الفريق الأول فهو جاد ومخلص، ولكن عجلته لا تؤدي به إلى شيء! فمنذا الذي يسند الحكم الإسلامي حين يقوم؟ أتسنده القوة العالمية في الشرق أو الغرب وهي التي تتربص بالمسلمين الدوائر، وتحارب حركات البعث الإسلامي بأيديها أو بأيدي عملائها تلك الحرب الضارية الضروس؟ أم لا بد له من قاعدةٍ صلبة من الداخل تحميه؟ وكيف تتكون هذه القاعدة إلا عن طريق الدعوة الطويل! وأما الفريق الآخر فهو فريق الكسالى العازفين عن الجهد، المشفقين من حمل التكاليف.. أو هم فريق من المستعبدين بأفكارهم وأرواحهم "للسادة" في الشرق والغرب سواء! وإلا فليراجع هؤلاء تجربة قرن كاملٍ أو قرابة القرنين كان المسلمون يجرون خلالها وراء الحلول الجاهزة.. ما الذي أنتجته تلك التجربة الطويلة وما دلالتها؟ هل تغير وضع المسلمين وما هم فيه من خزيٍ وهوان؟» [أ.محمد قطب|منهج التربية الإسلامية- ج.٢]
Telegram Center
Telegram Center
Channel