ترند (البروبوزال) المستحدث والمقتبس من الثقافة الغربية والذي خرج علينا به مشاهير الفسق والفجور والمجاهرة بالمعاصي سيجر علينا وعلى أبنائنا ويلات وخيبات، منذ الأمس ظهر لي عشرات المقاطع لمتزوجات تتظاهرن بالمزاح مع أزواجهن 'ليش ما عملت لي (بروبوزال) مثلها!
حفل وتجهيزات بعشرات آلاف الدولارات من حجز مكان وتأجير مصورين وأجهزة التصوير الطائرة (الدرونز) وملابس واكسسوارات وخاتم ألماس -ضروري ألماس- وردود أفعال مبالغ بها ومشاعر مزيفة للاستعراض ورفع المشاهدات والتصفيق، تشاهد فتعاتب زوجها وتشعر أنها أقل من تلك التي خرجت تستعرض.
وإذا كان هذا تأثيره على المتزوجات فما بالكم به فاعل بالعازبات والمراهقات اللاتي ما زلن تحلمن بالفارس على الحصان الأبيض صاحب الخاتم الألماس ليركع لها 'أتقبلينَ بي زوجًا؟' لتُرضي أناها وتشعر بقيمتها -على حد تفكيرها-
نحن نقبل على كوارث فكرية ومجتمعية إن لم نواجه هذا السخف، فالفتيات سترفعن سقف الأحلام والمطالب وتُقَدّمن المادة على العروض الجادة، والشباب الذين تم تسخيف عقولهم أيضا سيبحثون عن الثراء السريع ولو عن طريق الحرام ليستطيع إرضاء محبوبته بالألماس أو أنه ربما يتخلى عن فكرة الزواج كلها لعدم القدرة وسيتعزز تأخير الزواج وتقديم المادّة على المعنى واللجوء للعلاقات المحرمة واختلال معايير الاختيار واختفاء مفهوم البركة في المال.
وعدد المشاهدات وشكل التفاعل مع الحدث الذي يوهمك أنه حدث عالمي يعطينا صورة جَليّة عن اهتمامات الجيل الجديد، أين ذهبت حملة حظر المشاهير التي صدعوا رؤوسنا بها قبل شهور قليلة! ألهذا الحد نحن سُذّج وإمعات ومُسَيرون ومغلوب على أمرنا؟!
ولكن الله غالب على أمره وإليه ترجعون.
#سمية_الفرحان