من حقائق الإنسان: أنه إذا وصل إلى رغباته الدنيوية؛ تصاغرت في عينه بعد أن كانت مُنتهى أَمَلِه؛ "لأن الحلم إذا تحقق كالرغبة إذا أشبعت، يترك وراءه فراغًا موحِشًا".
وأما الرغبات الدينية؛ فإنه إذا وصل إليها تعاظمَت في عينه؛ لأنه وجد حاجة روحه، وهو القرب من خالقه والأنس به، فاجتمع بذلك قلبه بعد شعث، وأمِنَت نفسه بعد وحشة.
وبهذا يتجلّى شيءٌ من الفرق بين الرغبات اللحظية، وبين السعادة الحقيقية، و "من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية".
لا تزيدني الأيام إلا يقينا بأن سر العبودية الأعظمإنما هو في الصلاة، بما فيها من القنوت والإخبات، والانحناء والسجود، والشهود والذكر، والتسبيح والتكبير والتمجيد، وإسلام الوجه لرب العالمين، وتلاوة القرآن فيها وقوفًا في أحسن هيئة، متدبرًا لآياته بخشوعٍ لا يصرفك عن أنوارها صارف، مستشعرًا في ذلك كله أنك واقفٌ بين يدي رب العالمين، تناجيه!