تفسير الحديث النبوي: بعد ما جاء من حديث عن الماء في السنة الشريفة، سيتم المرور على حديث آخر، وتحليله وذكر مناسبته التي قيل فيها، ومما جاء عن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال: "يا رسولَ اللهِ! إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم، قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: سقْيُ الماءِ."
في الحديثِ السابق وقفةٌ تربويّة نبويّة، تظهر القدرة التعليمية الكبيرة التي تحلَّت بها الشخصية المحمدية، فمناسبة الحديث هي سؤال أحد الصحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن حكم شرعي بسيط، فكانت إجاباته -عليه الصَّلاة والسَّلام- شافية كافية وافية، وكانت قصيرة بليغة تشي بفصاحة هذا النبيِّ العظيم.
تفسير الحديث الشريف: جاء رجل من الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال له: يا رسول الله، ماتت أمي، فهل يمكنُني أن أدفع لها صدقة، أيْ أن أتصدق بالنيابة عنها بعد موتها، فقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: نعم يمكنك ذلك، فسأله الرجل مرة أخرى: أي الصدقات أفضل حتَّى أتصدق بها، فقال رسول الله: سقي الماء، أي تبريد ظمأ ظامئ وسقيا عطشان، وهذا دليل على قيمة الماء وقيمة التصدق بالماء في سبيل الله تعالى.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "مَنْ سَقَى الماءَ في موضعٍ قُدِرَ على الماءِ فله بكلِّ شربةٍ يشربُها برًّا كان أو فاجرًا عشرُ حسناتٍ تُكتب له وعشرُ درجاتٍ تُرفعُ لهُ وعشرُ سيئاتٍ تُحطُّ عنه، وإن شربهُ العَطشانُ فعِتقُ نَسَمةً، فإن شَرِبَهُ العطشانُ الذي قد هجم على الموتِ فعِتقُ ستينَ نسمةً، ومن سقى الماءَ في موضعٍ لا يُقْدَرُ على الماءِ فكأنما أحيا الناسَ جميعًا، قلتُ له: وما أحيا الناسَ جميعًا، قال: أليس إذا أحييتَ نفسًا فثوابُك الجنةُ، وكذا مَنْ أحيا الناسَ جميعًا فثوابهُ الجنةُ." روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "سَمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وهو يُسْأَلُ عن الماءِ يكونُ في الفَلاةِ مِن الأرضِ، وما يَنُوبُه مِن السِّبَاعِ والدَّوَابِ؟ فقال: إذا كان الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِلِ الخَبَثَ." روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-: "أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ قالَ: أفي الوضوءِ سَرفٌ، قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ."
الماء سائل شفاف لا طعمَ له ولا لون ولا رائحة، وهو عبارة عن ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين في تركيبه الكيميائي، وهو أساس لوجود الحياة على هذا الكوكب، قال تعالى في سورة الأنبياء: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} ، وينتشر الماء بكلِّ حالاته في الكرة الأرضية انتشارًا كبيرًا فهو ضروري جدا لقيام الحياة بكلِّ أشكالها، وجدير بالذكر إن 70% من سطح هذا الكوكب مغطى بالمياه، وهذا المقال سيتناول ذكر حديث عن الماء إضافة إلى تفسير حديث نبوي عن الماء وذكر مناسبته.
الحديث الثاني عشر: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) أخرجه البخاري.
الحديث الحادي عشر: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول(من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر) أخرجه مسلم.
الحديث العاشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) أخرجه مسلم.
الحديث الثامن: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) أخرجه البخاري.
الحديث السابع: عن أبي امامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) أخرجه أبو داود.
الحديث السادس: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( بلغوا عني ولو ايه وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبواء مقعده من النار) أخرجه البخاري__ الحديث التاسع: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالما أو متعلما) أخرجه الترمذي.
الحديث الرابع: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع) أخرجه البخاري.
الحديث الثالث: عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة) أخرجه مسلم.
الحديث الأول: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبه قبلت الماء فأنبتت الكلاء والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثي الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) أخرجه البخاري.