يُعطِي اللّٰه تعالى دلائِل لِلمرء لِرضاهُ عنهُ وسَط حجمٍ هائِل بِحجمِ الكون! أيصعُبُ عليهِ أن يُحِيطهُ بِسُورٍ يمنعُ عنهُ ما يخافهُ؟!
يُطمئِنُ قلبُ المرء قولُ رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: "إنّ اللّٰه ليَرضى عن العبد أن يأكُل الأكلة فيحمِدهُ عليها ويشربُ الشربة فيحمِدهُ عليها!"..
حدِيث وقفتُ أمامهُ بِتعجُّب!
اللّٰه تعالى لا يطلُب مِنّا كعِباد شيء مُستحِيل لِنستدرِك بهِ رِضاه! بل أكُونُ في بيتي ويأتِيني الرِزق مُيسّرًا مِن حيثُ لا أدرِي! وهو لازِم لِأخذِي لهُ ثُم يرضى عنّي بِأكلةٍ واحِدة أو شربةَ ماء أحمِدهُ تعالى عليها!
اللّٰه تعالى لا يغفَل عن عبدهِ طَرفة عينٍ أبدًا.. فكُل نفسٍ يتنفسُهُ وكُل نظرةٍ ينظُرها أو حركةٍ أو نبضَ قلبٍ! كُلهُ يجرِي تحت عينهِ تعالى..
فكما أنّ ذِكرُ المرء إياهُ تعالى يُرضِيه عنهُ.. فذِكرهُ إياهُ يُرضِيه عن اللّٰه تعالى!
اللّٰه تعالى يقول: "من ذكَرَني في نفسِهِ ذكرتُهُ في نفسِي!" يعني مَن اختلى بِنفسهِ ليذكُرُني ذكَرتُهُ بيني وبينَ نفسِي! يا لطِيف!
فإذا رضيَ اللّٰه تعالى على عِبادهِ بِذكرِهِم جعلَ في قلبهِم حُبّهِ! وحُبُّ اللّٰه تعالى لا يكونُ في القلبِ إلا بِأمرهِ..
رِضاءُ اللّٰه تعالى على عبدهِ ذُخرًا يتسانَد عليهِ في الشدائِد والرَخاء..
فكما تُسمِعون اللّٰه تعالى ذِكركُم في رخائِكُم.. يُربِتُ عليكُم قلبكُم ويُسمِعكُم داخِلهِ دقّاتُ الرِضاء عنهُ في الإبتِلاء..
واللّٰه المُستعان.
د. ندى العيسوى🌿