من رسائلي إلى بعض إخواني 😇
"واعلم أنّ جرحَ الجسدِ سريعُ الاندِمال، وخلايا الدم البيضاء لا تقصر.
أمّا إنْ سألتَني عن جرح المشاعر فإنه الجرحُ الذي تفوح منه رائحةُ الموت، ويَسيلُ منه نزيفُ القهر لا نزيف الدم، وتتقطع إثرَه آخرُ حبالِ الوَُِد.
جرحُ المشاعرِ يا صاحبي عَصِيٌّ على الالتئام، لا تَعصِفُ به رياحُ النسيان؛ فإنّ له مكانًا فَسيحًا في الذاكرةِ اللاواعية، بل إنّ الذاكرةَ عاملٌ قويٌّ في زيادةِ الشّرخِ واستمرارِ النزيف.
فاحرِص على شراءِ خواطرِ الناس بكلِّ ما أُوتيتَ من فهمٍ وحكمةٍ وسَعةِ صدر".
"إنّ مَثَلِي ومَثَلَك يا صاحبي، كمَثَل فارسٍ له سيفٌ هِنديٌّ نادر، لا يساوي به كلَّ أموال الدنيا، فهو يَعتدُّ بِه ويتعهَّدُ صَقْلَه دائمًا، فلا يرضى له إلا أجملَ غِمدٍ وأمضى حَدّ، فأنا حُسامُك وأنتَ مُهَنَّدي وكلانا الفارس".
✍️ عبد الله شحادة