اللهمّ فلا تخيّب رجاء من هو منوطٌ بك، ولا تصفر كفًّا هي ممدودةٌ إليك، ولا تذلّ نفسًا هي عزيزةٌ بمعرفتك، ولا تسلب عقلًا هو مستضيءٌ بنور هدايتك، ولا تعمِ عينًا فتحتها بنعمتك، ولا تحبس لسانًا عوّدته الثناء عليك🌸
"مَن ظنَّ أنَّ الدُّعاء لا أثرَ له فقد أساء الظنَّ بالله؛ وإنَّما تتأخَّر الإجابة حتى تتهذَّب النفس، ويلينُ القلب، وتعتاد العين إسبال الدمعة بين يدي الله؛ فيصير المَفْزَعُ للدُّعاء قبل كل شيء، ويكون التعلُّق بالله أقوى من كُلِّ أحد🌸
"الله مالك الأبواب كلها، كبيرها وصغيرها، بعيدها وقريبها، عسيرها ويسيرها. إن شاء فتح كل أبوابه لك في لحظة، وإن شاء أغلقها عليك في لحظة، إن شاء أن يعطيك سيعطيك، ولو كان بينك وبين عطائه ألف بابٍ وباب، وإن شاء مرّر إليك لطفه من تحت الباب، وإن شاء ساق إليك رزقك ولو على يد عدوك🌸
ياالله لك الحمد والشكر اللهم لك الفضل انت الناصر وانت المعين انت المعز انت المذل لاحول ولاقوة لنا إلا بك اللهم انت عضدنا وانت نصيرنا بك نصول وبك نقاتل وبك نجول ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك
اللهم يوماً لغزة كيوم حلب.. تحرر فيه الأرض، ويُصانُ فيه العرض، ويفكّ فيه القيد، ويعود فيه النازحون، ويفرح فيه المعذّبون، وتُشفى فيه صدور المؤمنين، ويذهب به غيظ المكلومين يارب العالمين 🌸
"والله لو جزت الدنيا كلّها باحثًا عن السعادة وراحة البال فلن تجدها إلا باللجوء إلى الله، إلا بالاقتراب منه ، حتّى وإن أصابك همٌ من هموم الدنيا فلا ضير عليك فإن الله قد تكفّل بك ، تكفّل بأن يجعل لك مخرجًا "ومن يتقِ الله يجعل له مخرجًا " ثُمَّ ماذا ؟ "ويرزقه من حيثُ لا يحتسِب🌸 ".
[قصة عجيبة مؤثرة، يظهر فيها أثر الصدق مع الله في الشفاء من المرض]: يقول الشيخ أحمد بن ناصر الطيار أرسلت لي امرأة ثقة صالحة قصتها العجيبة، فقالت: "قدّر الله تبارك وتعالى أن وقع علي حادث، وكسرت عندي الترقوة وخلع الكتف, فأخذوني وأنا لا أشعر إلا بوجع طفيف، لكن سرعان ما تورمت يدي وانتفخت أضعاف أضعاف أضعاف ما كانت عليه، وجعلت أشعر بالألم بعدد الأنفاس التي في صدري، بل حتى النفس كان يؤلمني لأنه يحركها، فأخذوا عليّ أشعة ثم أخبروني بأنّ هناك كسر في الترقوة وخلع في الكتف، فاسترجعت، وقال الطبيب: لابد من عملية, ووضع مثبّتات لتثبيت الكسر والخلع الكبير, الذي لولا فضل الله وحده لقطعت يدي، فمضيت إلى المستشفى للفحوصات، وقد كنت أردد هذه الدعوة في كل حين: اللهم اجبرني من غير مشرط ولا طيب, يا جبار السموات والأرض، وفي اليوم الثالث جاؤوا لي بمريضة في نفس الجناح الذي أنام فيه, ورأيتها تصرخ وتبكي بشدة, وتتألم وتنادي, وكأنها تعرضت لشيء يفوق قدرتها على التحمل، فجئت أواسيها وأصبّرها حتى سكنت ونامت، فدعوت بعدها وكررت هذه الدعوة، ودخل في قلبي شيء من الخوف، فكلّ إنسان يخاف الألم, فكيف لو كان بهذه الصورة. قالت: مضيت أواسي كل من الجناح النسائي، وأنا أردد: من كان في عون أخيه كان الله في عونه، وقدّر الله أنّ الأطباء أخبروني في اليوم الخامس أن غدًا سيجرون لي العملية. فجهزوني صباحًا وأخذوني، فقلت في نفسي: اللهم رب الأولين والآخرين لا تجعل رجلًا يكشف ستري، فدخلت, فوضعوا الإبر في يدي, فغفوت غفوة أسمع فيها كل من هو حولي، ولا يسمعون إجابتي فقالوا: توقف عندها النبض، فأخرجوني للإنعاش، ورجعت لسريري دون عملية، وقالوا: لابد من فحص عند طبيب القلب لنرى ما الذي تعاني منه، تركوني ما يقارب سبعةَ أيام أخرى تحت الفحوصات وغير ذلك، وكنت كل يوم أدْهن يدي بزيت زيتون قُرئ فيه, وما تركت الصلاة في عيني ولا قيام الليل، وفي ليلة اليوم الثالث عشر كنت أدعو الله تبارك وتعالى, فجرى في يدي ماء بارد من الكتف حتى أظفاري، فشعرت بحاجتي لرفع يدي وأنا منذ ثلاثة عشر يومًا ما رفعتها ولا حركتها أبدًا, حتى تحولت إلى اللون الأزرق بالكامل، فرفعتها وكانت بجانبي أختي نائمة، فقلت لها: قومي وانهضي، لقد رفعت يدي، فلم تجبني فهي متعبة جدًا بسبب خدمتي والوقوف على حاجتي، ثم جاءتني الممرضات فجرًا فقالوا: لابد من عمل أشعة جديدة غدًا, وسيأتي الطبيب الخبير ليقرّر العملية, لكنه يحتاج لأشعة جديدة، وفي صباح اليوم حضر الطبيب الخبير فرأى أشعتي القديمة، وهو يأخذ نفسًا عميقًا للمنظر الذي رآه، فأخبرته أن هناك أشعة جديدة، ورفعت يدي أمامه، فاندهش؛ كيف لي أن أرفع يدي، وزال الانتفاخ، ورجع لونها الطبيعي، فطلب من الممرضة أن تكشف علي، ليرى هل هناك من رابط قوي محكم بشدة، فلم يجد؛ لأني أزلته ليلًا، فسألني باللغة الإنجليزية: كيف حصل معك هذا؟ وهو يكرر كلمة: "مستحيل" بالإنجليزي، فأخبرته أني سألت الله الذي بيده كل شيء فأجابني ليلًا, مع أني أخذت بجميع الأسباب ومنها الرقية والدعاء وجبر الخواطر، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فقال لي: كنت أبحث عن حقيقة الإسلام منذ زمن بعيد واليوم: أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأسلم، وكتب لي الخروج، فقد جبر الله كسر الترقوة بلا مشرط ولا طبيب يداويني، ولم يكشف رجلٌ جسدي، وردّ الخلع لمكانه، ونجّاني بعد ثلاثة عشر يومًا مضت بسكينة وطمأنينة وصبر واحتساب ورضا". فتأمل كيف أنّ ثقتها القوية بالله، وتوكلّها عليه، وإلحاحها بالدعاء والتضرع، وإحسانها إلى الناس بمواساتهم وتخفيف مصابهم: كان سببًا في شفائها من المرض، بل وأكرمها الله – لصدقها معه وثقتها به - بإسلام الطبيب، ويالها من كرامة وفضل أن تكون السبب في إسلامه وهدايته. فكن مع الله في كلّ أمورك، وإذا أصابتك مصيبة فالجأ إليه بالدعاء والتضرع، وأحسن إلى الناس لوجه الله، ولا تسْتعظم على الله أيّ شيء، فالله أعظم وأكبر، وهو القادر على كل شيء.🌸
اللهم يا عظيم الفضل، يا واسع الكرم، يا مجزل العطاء بغير حساب، يا من لا يغيضه نفقة، يده سحاء الليل والنهار، سبحانك، ما قدرناك حق قدرك، ولا عظمناك حق تعظيمك، ولا عبدناك حق عبادتك، اللهم فاغفر لنا تقصيرنا، وتقبل منا إنك أن السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم🌸