الاحتِفالُ بالمَولِد النَّبويِّ -
شُبهاتٌ ورُدودٌ
الحمد لله رب العالمين ، القائل في محكم التنزيل :
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
والصلاة والسلام على سيدنا ، وقدوتنا ، وحبيبنا وحبيب ربنا ، وقرة أعيننا ، وشفيعنا يوم القيامة ، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد :
⚠️ فإن مما أحدثه الناس في القرون المتأخرة بعد القرون الثلاثة الأولى المفضلة : الاحتفال بيوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما قرن الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم ، فلم يكن أحد فيه يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ،
لا صحابته الأبرار ، ولا من جاء بعدهم من العلماء والأئمة المتبوعين الأخيار ، لا من أئمة الفقه كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، ولا من المُحدثين كالبخاري ومسلم وغيرهما ، وإنما أحدث هذا الاحتفال #البدعي في أواخر القرن الرابع الهجري ،
وأول من أحدثه وابتدعه هم الرافضة العبيديون (الذين يسمون زورا وتلبيسا بالفاطميين) ؛ ابتدعوه مع ما ابتدعوه في يوم عاشوراء- من ضرب الصدور ، ولطم الخدود ، وشج الرؤوس وغير ذلك من البدع ؛ إظهارا للحزن على مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما- في عام واحد ، وهذه حقيقة تاريخية لا ينكرها إلا جاهل بالتاريخ ؛ فقد سطرها المقريزي المتوفى عام 845 هـ في كتابه ((الخطط)) (2/436) ،
وذكر أنهم أحدثوا عددا من الموالد والاحتفالات #البدعية ؛ منها : مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومولد علي وفاطمة والحسن والحسين ، وغيرها من الموالد ، حتى عدد سبعة وعشرين احتفالا لهم ، كلها انقرضت بسقوط الدولة العبيدية عام 567 هـ على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
⛔️ ثم أحيا #الصوفية من بعد ذلك بدعة الاحتفال بيوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
وأحيا الرافضة بدع يوم عاشوراء من جديد ، وما زالت هذه البدع مستمرة إلى يوم الناس هذا.
ولما ثقل على المغرمين بالاحتفال بالمولد أن يكون أول من أحدثه رافضي خبيث ، زعموا أن أول من أحدثه صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى المتوفى عام 630 هـ ، ونسبوا ذلك لابن كثير في كتابه ((البداية والنهاية)) (13/136- 137) ،
وهذا غير صحيح ؛
فنص كلام ابن كثير هو : (وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ، ويحتفل به احتفالا هائلا) ؛ فابن كثير لم يقل : إنه أول من أحدثه ، وإنما قال : إنه كان يحتفل به في ربيع الأول.
👈 والحقيقة التاريخية الثانية التي لا تقبل الشك أيضا :
أنه لم يثبت أن الثاني عشر من ربيع الأول هو يوم ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل الأرجح والأصح : أنه ليس يوم مولده ، والثابت الذي عليه أكثر المؤرخين أنه #يوم_وفاته عليه الصلاة والسلام ، وكان ذلك يوم الإثنين ، ودفن يوم الثلاثاء ، فداه أبي وأمي ونفسي.
⁉️ثم انتشر هذا الاحتفال في بقاع الأرض واستحسنه بعض العلماء والوعاظ ؛ لما فيه من ذكر لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولبّس الشيطان على بعضهم وأنساهم مبتدأه وخلو القرون الأولى منه ؛ فبدؤوا يستدلون على جوازه ، بل على مشروعيته واستحسانه بأدلة مشرقة ومغربة لا علاقة لها البتة بهذا الاحتفال! فانبرى لهم العلماء ليردوا عليهم استدلالاتهم ، بل شبهاتهم.
⛔️ وكما هي عادة البدع ، لا تقف عند حد ؛
فقد دخلت على هذه الموالد بدع #منكرة وأعمال قبيحة أخرى كالطبل والتمايل والرقص ، واختلاط الرجال بالنساء في بعض البلدان ، وغيرها من المعاصي ، وإلقاء القصائد الشركية التي فيها استغاثة بغير الله تعالى ، وإطراء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم كإطراء النصارى لعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا المقال لن أتحدث عن تلك #المنكرات التي تقع في بعض هذه الموالد على تفاوت بينها ، لوضوح أمرها ، بل
سيكون الحديث عن شبهات المُجوزين للاحتفال بالموالد والردود عليها ، ولو فرض خلوها من المنكرات والمعاصي ؛ فإن تغيير ما أنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وإضافة شعائر وأعمال له ، وإدخالها في الدين بشبهات يدعيها أصحابها ، أخطر من تلكم المنكرات.
ومن هذه الشبهات :
#يتبع_هنا 👇
✍ مقالات وبحوث مميزة 📝
https://dorar.net/article/1944