وبعد أن تبين لنا حقيقة التوكل وأنها عبادة لا يصح أن تصرف لغير الله نتعرض إلى صور التوكل بين التوحيد والشرك
فنجد من يعتمد على الأسباب اعتمادًا كليًا في جلب المنفعة ودفع الضر
🔹️الاعتماد على الأسباب الاستشفائية سواء كانت حقيقية أو وهمية.
🔹️والاعتماد على أسباب تحقيق السعادة والرزق أيضا سواء كانت حقيقية أو وهمية.
🔹️والاعتماد على مدربيهم في تحقيق أمنياتهم اعتمادًا كليًا.
فقد يقع الشرك لاتخاذهم أسباب وهمية، وقد يقع لاعتقادهم أنها نافعة بذاتها، وقد يقع لاعتمادهم على مدربيهم في أمور لا يقدر عليها إلا الله، أو التوكل عليهم في حال غيابهم.
ما العلاقة بين لفظ الجلالة (الله) والعبادة؟ (الله) أصلها (إله)، والفعل من (إله) هو التأليه، والتأليه معناه التعلق والتعظيم اللذان يورِّثان الذل، والذل يورِّث العبادة، إذن الله أصلها (الإله) وهو يعني المعبود . فعندما نقول لا إله إلا الله أي:
لا أتعلق إلا بالله.
لا أطلب إلا من الله.
ليس لى أحد سواه.
لا أرجو إلا الله.
لا أحمل هما إلا رضاه.
لا أخشى إلا الله.
لا انتظر نفعا الا من الله.
لا يملك نفعى ولا ضرى إلا الله.
لا يلتفت قلبى إلا لله.
ولهذا قال النبيﷺ ” أفضل ما قلت أنا والنبيين من قبلى لا إله إلا الله “
لماذا تؤلهه وتتعلق به وتعظمه -سبحانه وتعالى-؟
لأن له أوصاف العظمة والكبرياء، لأنه المتفرِّد بالقيوميَّة والربوبية والملك والسلطان . لأن كل أحد ينام، وكل أحد ينشغل عنك، وكل أحد يغفل عنك في لحظة، وهو -سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له لا تأخذه سِنة ولا نوم، لا يغفل عنك، قائم عليك، قائم على كل نفسٍ بما كسبت، فكأنه يُقال لك: لماذا تتعلق بمن هو مصدر لإيذائِك؟! لماذا تتعلق بمن هو عبد ضعيف تأخذه السنة والنوم؟ فلا تتعلق إلا بمن وصْفُه الكمال.
تكرما أبغى شرح مختصر وواضح للين واليانغ يحطو ذي الصورة ومعاها عبارات حلوة عن الخير والشر.
الإجابة
إن (الين) و (اليانغ) ترتبط أساساً بتفسير نشأة الكون؛ ثم تم دمجها في الفلسفة الطاوية، حيث يزعمون أن الطاو كان هو الأبدي الأول، ثم تولد منه (الين) و (اليانغ). وهي ذات تعلق واضح بالاعتقاد، وهو ما لا يمكن تجاهله أو إغفاله؛ فهي صورة واضحة من صور الإلحاد وإنكار الإله . إن بداية الوجود – بناء على هذه الفلسفة – ناتج عن العدم ، ومتولد عن كتلة غامضة دون وعي منها أو إرادة في نظرية تشبه – كثيرا – نظرية الفيض عند فلاسفة اليونان ومن تبعهم من فلاسفة العرب. للاستزادة كتاب التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية للدكتورة هيفاء الرشيدص١٦٧ – ص١٩٥.
المجيب: أ. سجى بنت سعد المطلق باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، كلية التربية بالمزاحمية قناة اسأل البيضاء :https://t.center/ask_albaydha
لقد بنيت الفلسفة الشرقية على مبادئ إلحادية فاسدة تتعارض مع أساسيات التوحيد وخصائص الربوبية التي هي: الخلق والملك والتدبير. فقضية الخلق التي هي أخص خصائص الربوبية لا ينسبها فلاسفة الشرق إلى الله تبارك وتعالى -بل تعتمد على الاعتقاد بالتنسل والتولد غير المقصود … إن فلسفتي (الين يانغ) والعناصر الخمسة تعتمد على مبدأ النشوء المعتمد على غيره، فليس هناك ناشئ عن العدم -وهوالمخصوص بالخلق- بل الكل متولد عن سابق.
لايمكن أن يستقيم للمرء إسلام مالم يؤمن بوجود الله، وهو ما اتفقت عليه جميع الأديان ذات الأصول السماوية. ولكن يتميز المعتقد الإسلامي عن غيره من العقائد المنحرفة باعتقاد كمال الوجود الإلهي، فوجوده جل جلاله قائم بذاته، غير مسبوق بعدم، متميز عن وجود غيره.
أما المقابل الفلسفي لمفهوم الإله فهو مايعبر عنه بـــ”المطلق”، وتختلف مسمياته باختلاف الخلفيات الفلسفية، فهو الـــ(الطاو) عند طاوية الصين، وهو الـــــ(براهمان) عند الهندوس والبوذيين. ولكن الاعتقاد بـــــ”المطلق” ينسب إليه التدبير والإيجاد والقدرة، فكانت النتيجة هي إنكار وجود الإله الحق أو على أقل تقدير إثبات خالق معه. فقد أشار غير واحد من فلاسفة الشرق إلى عدم تضمن فلسفتهم إثبات وجود الإله – بل من المعلوم إنكارها له.
"فإن المصاب في الدنيا يرجو جبر مصيبته بالعوض، ويعلم أنه قد أصيب بشيء زائل لا بقاء له، فكيف بمن مصيبته بما لا عوض عنه، ولا بدل منه، ولا نسبة بينه وبين الدنيا جميعها؟ "